Alto de la resolución
علو الهمة
Géneros
وقال أبو علي الخياط المعروف بالميت: (كنت يوما جالسا مع إبراهيم الحربي على باب داره، فلما أن أصبحنا قال لي: "يا أبا على قم إلى شغلك، فإن عندي فجلة قد أكلت البارحة خضرها، أقوم أتغدى بجزرتها").
...
وقد دهش المؤرخون للسرعة التي أقام بها المسلمون دولتهم، وللسرعة التي انهارت بها أمامهم الإمبراطوريتان العظيمتان في ذلك الوقت، ولم يدرك الكثير منهم سر عظمة هذه الأمة الناشئة، الذي يكمن في المدد الرباني لهؤلاء المجاهدين، ليس فقط بالإمداد بالملائكة تثبت الذين آمنوا، لكن أيضا بإمداد الله إياهم بمفاهيم وقيم ومقومات أهلتهم لقيادة البشرية، وانتزاع عجلة القيادة من قيم هابطة، ومفاهيم متخلفة، وعقائد فاسدة، ومثل مهترئة، فقد كانت المواجهة صراعا بين حضارتين مختلفتين كل الاختلاف في القيم والمفاهيم والمنطلقات، وكان الطبيعي أن تسري سنة الله في خلقه، ويمضي قانونه المحكم: أن البقاء للأصلح {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}، فلنطالع صورا من هذه المواجهة بين الحضارتين، والتي حسمت نتيجة الصراع قبل المواجهة المسلحة لصالح حزب الله المفلحين:
Página 81