وقال لنا أبي في اليوم التالي: الملكة تيى دعت نفرتيتي لمقابلتها.
وهز الخبر الأسرة هزة عنيفة، وتبادلنا نظرات متسائلة. أما أبي فقال: لا شك أن وراء ذلك شيئا من الرضا أو الإعجاب ...
وقالت تي بمباهاة: أتنبأ بأنها ستضمك إلى حاشيتها الخاصة.
وذهبت برفقة أبي. وقادوني إلى استراحة الملكة المطلة على الحديقة الداخلية. سجدت بين يديها، ثم أذنت لي بالجلوس على أريكة إلى يمين مجلسها. وجعلت تتفحصني غير عابئة بحساسيتي، ثم سألتني: اسمك نفرتيتي؟
فأجبت بإحناءة من رأسي، فقالت بلطف: اسم على مسمى!
فشعرت بالفرح يشتعل في وجنتي. - ما عمرك؟ - ستة عشر عاما. - تبدين أنضج من ذلك!
ثم فيما يشبه الدعابة: لماذا دعوتك في ظنك؟
فألهمت أن أجيب: لخبر هو فوق ما أستحق.
فابتسمت قائلة: إجابة حسنة، ماذا حصلت من العلم؟ - القراءة والكتابة والحساب والشعر والتاريخ والدين، بالإضافة إلى الثقافة المنزلية. - وما رأيك في مصر؟ - سيدة الدنيا، وملكها ملك الملوك.
وباهتمام سألت: من إلهك المفضل؟
Página desconocida