Bismarck: Una Vida de Lucha

Cadil Zucaytar d. 1377 AH
162

Bismarck: Una Vida de Lucha

بسمارك: حياة مكافح

Géneros

تعلق بروسية الطموح أهمية كبيرة على صداقة فرنسة، وتنشد بروسية اليئوس محالفات ضد فرنسة، ولا نستطيع أن نوجد الحوادث، ولكننا نستطيع أن ندعها تأخذ مجراها.

الإمبراطور :

إذا ما قضت الأحوال بائتلاف أشد وثاقة وأعظم صداقة؛ أمكن مليككم أن يكتب إلي ذلك سرا.

ولا يسير بسمارك إلى ما هو أبعد من ذلك ولو أراد ذلك، فقد منعه الملك ولهلم من الارتباط في حلف، وهل يبلغ بسمارك إلى مليكه جميع تلك المحادثة؟ يبلغ بسمارك إلى الملك ما يراه مناسبا وبالمقدار الذي يستطيع الملك أن يستوعبه، وبسمارك قد أضحى غير صريح بعد أن قبض على ناصية السلطة، وبسمارك لا يطلع المستمع على غير ما يمكنه إدراكه، وبسمارك يعامل الملك كما يعامل سواه فلا يراه مستعدا لشهر حرب على آل هابسبرغ، «والذي يظهر لي أن عاطفة البلاط الفرنسي ملائمة لنا تماما »، وهكذا يضع تقريره بصيغة مبهمة مناسبة للحديث المنوه به، ونبصر من خلف اللثام سهام روحه الوثابة، فنرى كيف ينوي هذا القطب السياسي محاربة إخوانه الألمان متحديا رغائب قومه ومليكه وأوروبة، ونرى كيف يحاول تسكين فرنسة العظمى الطموح بالوعود الناقصة.

وكلا الرجلين - بسمارك ونابليون الثالث - كان يقصد الخداع فلم يعلم بالضبط أيهما غر الآخر في بياريتز، وقد أسفر انتصار المدفعية في سنة 1870 عن ختام المبارزة بين ذينك الرأسين من غير تعيين.

الفصل الثامن

بلغ بسمارك منتصف العقد السادس من عمره، فأخذ يصير ألمانيا.

ولا أقصد أنه في الوقت الحاضر وفي الماضي أراد أن يضرب النمسة ضمن الجامعة لسبب آخر سوى الحقد والكرامة، لسبب آخر سوى هذين العاملين اللذين كانا لديه أقوى من حب النظام والرغبة فيه، وقيام بروسية مقام النمسة ومقاتلة هذه الدولة المنافسة والانتصار عليها، لا «الفكرة الألمانية» أمور تنم على ما كان يهدف إليه ذو الطبيعة الصئول

1

ذلك، والحق بجانب الأحرار الذين يعدون تلك «الفكرة الألمانية» ديانة لهم عندما أنكروا في تلك الأيام مقاسمة بسمارك لعقيدتهم، وما كان بسمارك في ذلك الحين ليثق ببلاد الرين وبافارية أكثر من ثقته بفينة وسالزبرغ، فلم يزعج نفسه بتصنيف الألمان خارج الحدود إذن؟ واليوم كما كان عليه منذ عشر سنين حينما كتب إلى غرلاخ لا يتأخر عن صرع أي من أولئك الناس إذا ما جعلت سياسته العامة مثل هذا العمل أمرا مرغوبا فيه؛ ولذا سيرى بعد قليل أشهر، بارد الدم، مصارع الألوف من السكسونيين والهسيين والهانوفريين في حربه؛ فالواقع هو أن هؤلاء من الأجانب في نظره، وأن بروسية وحدها هي وطنه، هي بلده.

Página desconocida