أُخراهن أو إِحداهن أو السابعة أو الثامنة والاضطراب قادح فيجب الاطراح لها، وأجيب عنه بأن الاضطراب إنما يكون قادحا مع استواء الروايات، وأما إذا رجح بعضها عُمل به واطرح ما سواه، ورواية "أولاهن" أرجح، فإنه رواها عن محمد بن سيرين ثلاثة: هشام بن حسان (١)، وحبيب بن الشهيد، وأيوب السَّخْتياني، وأخرجها مسلم في صحيحه من رواية هشام فيترجح بأمرين: كثرة الرواة (أ) وتخرج أحد الشيخَيْن (ب) لها، وهما من وجوه الترجيح عند التعارض (٢). وأما رواية: "أُخراهن" -بالخاء والراء- فلا توجد منفردة مسنَدَة في شيءٍ من كتب الحديث، إِلا أن ابن عبد البر ذكر في "التمهيد" أنه رواها خِلَاس عن أبي هريرة، إِلا أنها رُويت (جـ) مضمومة مع "أولاهن" (٣)، وأما رواية "السابعة بالتراب" فهي وإنْ كانت بمعناها فإنه تفرد بها عن محمد بن سيرين قتادةُ، وانفرد بها أبو داود (٤)، وقد اختُلف فيها على قتادة فقال أبان عنه هكذا، وفي رواية أبي داود (٥): وقال سعيد بن بشير عند: "الأولى بالتراب" فوافق (د) الجماعة، رواه كذلك الدارقطني في "سننه" (٦) والبيهقي من طريقه، وهذا يقتضى

(أ) في هـ: الرواية. (ب) جاء في هامش جـ، وب ما نصه: أما تخريج أحد الشيخين لهما فقد شاركهما فيه رواية وعفروه الثامنة بالتراب كما تقدم. اهـ. (جـ) في هـ: رواية. (د) في ب، جـ: يوافق. _________ (١) أما رواية هشام بن حسان فرواها أحمد ٢/ ٤٢٧، ٢/ ٤٨٩، وأبو داود ١/ ٥٧ ح ٧١، ومسلم ١/ ٢٣٤ ح ٩١ - ٢٧٩، وذكر أبو داود رواية حبيب وأيوب تعليقا ١/ ٥٨، وكذلك رواها قتادة عن ابن سيرين النسائي ١/ ١٤٥. (٢) وخرجها النسائي من رواية أبي رافع عن أبي هريرة، ومن طريق قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة ١/ ١٤٥. (٣) توجد في سنن الترمذي ولكنها مضمومة مع "أولهن" ح ٩١ - ١/ ١٥١. (٤) أبو داود ١/ ٥٩ ح ٧٣، والدارقطني باب ولوغ الكلب في الإناء ح ١/ ٦٤ ح ٧. (٥) لم أقف على هذا في أبي داود. انظر: تحفة الأشراف ١٠/ ٣٤٧. (٦) الدارقطني ١/ ٦٤، والبيهقي ١/ ٢٤١.