ومنه قول حارثة بن بدر الغداني:
أبا المغيرة، والدنيا مغيرةٌ ... وإنَّ من غرت بالدنيا لمغرورُ
قد كان عندك للمعروف معرفةٌ ... وكان عندك للتنكير تنكيرُ
لو شاء لقال: والدنيا مفرقة، وإنما خص قوله: والدنيا مغيرة؛ لقوله: أبا المغيرة.
باب
التعليق والإدماج
اعلم أن صيغة ذلك هو أن تعلق مدحًا بمدح أو هجوًا بهجو، ومعنى بمعنى؛ كما قال المتنبي:
إلى كم تردُّ الرسل عما أتوا به ... كأنهمُ فيما وهبتَ ملامُ
أدمج رد الرسل برد الملام في الجود، فكلاهما مديح وقوله أيضًا:
حسنٌ في عيون أعدائه أق ... بحُ من ضيفهِ رأته السوامُ
أدمج الحسن في القبح وكلاهما مدح، ووصفه بالكرم لأن إبله إذا رأت ضيفه علمت أنه سينحرها.
ولغيره في الهجو وهو مطبوع:
مغرىً بقذفِ المحصنا ... تِ وليس من أبنائهنَّ
أنشد في كتاب الصناعتين:، ويسمى هذا الباب: المضاعف.
وأنشد فيه أيضًا:
1 / 58