زخفا زحفا * وجأت هي والملك الموكل بنصرها صفا صفا * وما جسرت الرياح الهوج * انها اليها تعوم ولا انها عليها تعوج * ونعرت بها البوقات وعجت الطبول * فما بقى أحد يسمع من مناجيه ما يقول * وبدت كأنها في وجنات النيل خيلان وفي ميادينه خيول * وما بقى في هذا اليوم من الناس كافة من لا أعد في الآدر للتفرج مطرحا * وفي البزور مسرحا * وفي المراكب منتحا * وتنوع أولو الشوانى الذين زينوها * في مجانيق بها حسنوها وحصنوها * وقلاع بنوها من الاخشاب وبينوها * وداهنوها الابصار بان دهنوها * الى غير ذلك من شبه الأبراج قد افتنوها وأتقنوها * وركب مولاذا السلطان فوقف على جانب البحر من جهة مناظره الشريفة قريب اللوق في أبهى زي * وازهى خلق والحمد لله سوى * تبهت لحسن مرآه النجوم * وتود لو كانت في جملة ما يشتمل عليه طرز ملابسه الشريفة من رقوم وغرضت الشوانى المنصورة بين يديه * ولو لم يجرها رؤساؤها وقوادها ورجالها لحضرت هي بنفسها اليه * فجعل على اسم الله مجراها ومرساها * وغزوها ومغزاها * وامر من فيها بالأهبه * والاستكثار من كلما يحصل به للكفار الرهبه * وتتضرم به فيهم اللهبه * وعاد الى مناظره المعمورة وأعلام
Página 60