وما كان الا بمقدار ما رسم حتى احسن الله التدبير في نجازها وأجمل العون * ونجزت قبل الوقت المعهود انه ينفتخ فيه البحر الملح بمده * وصلح لرمى البحر منها اكثر عده * ولما كان شهر صفر من سنة احدى وتسعين رميت للبحر من الصناعة كاملة الآلات والرجال * ترتج منها البحار وترتج الأقفال * والأقدار تنشد اضحت ديار العدى صفرا معطلة الما نذرت مسير الجيش في صفر فرسم مولانا السلطان بزينتها فتقاسموا الامراء خير قسمه * وجرد كل منهم في ترتيبها عزمه * وتباهوا في ذلك وتناهوا * وتفاخروا وتزاهوا * ونصبوا بها من الصناجق والاعلام * ما هو ابهى من الأزاهر لان هذه بادية وهاتيك مختبية ومختفية في الأكمام * ومن الخوذ المذهبة والمصقولة ما قالت الأمواج هذه جواهر البحر لأجاج * قد اهداها الى بحرى العجاج * ومن التشاهير انواع المذهب من الحرير ما كأن منظره نجوم ثاقبه * ومن الستور ما كأنه غيوم متراكمة متراكبه * من الدهم يحكى لونها لون حية وخلقتها في المآء خلقة عقرب ولما كان يوم الاثنين ثالث عشر صفر رسم مولانا السلطان خلد الله سلطانه انها تجد في لعبها * وتتهادى في رتبها * فأقبلت
Página 59