الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية
Editorial
دار القلم
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
Ubicación del editor
بيروت - لبنان
Géneros
قوله تعالى: ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ [البقرة: ٣٦]، أي: " متعادين يبغى بعضكم على بعض بتضليله" (١).
قال البغوي: " أراد العداوة التي بين ذرية آدم والحية وبين المؤمنين من ذرية آدم وبين إبليس
قال ابن عثيمين: أي: " الشيطان عدو لآدم، وحواء" (٢).
و(الهبوط): النزول من فوق إلى أسفل (٣)، يقال هَبط فلان أرضَ كذا وواديَ كذا، إذا حلّ ذلك كما قال الشاعر (٤):
مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ، حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ ... أَيْدِي الرِّكَابِ بِهِمْ مِنْ رَاكِسٍ فَلَقَا
وقد اختلف في المقصود بالخطاب في قوله تعالى: ﴿اهْبِطُوا﴾ [البقرة: ٣٦]، على أقوال (٥):
أحدها: أن المقصود: آدم وحواء وإبليس وذريتهم. اختاره ابن عطية واحتج بأن: " إبليس مخاطب بالإيمان بإجماع" (٦).
والثاني: آدم وحواءُ وإبليس والحية. قاله أبو صالح مولى أم هانئ (٧). واختاره البغوي (٨)، ووروي عن السدي نحو ذلك- وزاد فيه إبليس (٩).
والثالث: أن الخطاب، ظاهره العموم، ومعناه الخصوص في آدم وحواء، لأن إبليس لا يأتيه هدى، وخوطبا بلفظ الجمع تشريفا لهما (١٠).
والصحيح هو أن آدم وزوجته ممن عُني به في قوله ﴿اهبطوا﴾، وهو قول الجمهور (١١).
قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ﴾ [البقرة: ٣٦]، "أي لكم في الدنيا موضع استقرار بالإقامة فيها" (١٢).
قال الزجاج: "أي مُقَام وثبوت" (١٣).
قال ابن عباس: "المستقر: القبور" (١٤). وعنه أيضا: "مستقر فوق الأرض، ومستقر تحت الأرض" (١٥).
قوله تعالى: ﴿وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ﴾ [البقرة: ٣٦]، "أي تمتع بنعيمها إلى وقت انقضاء آجالكم" (١٦).
قال الثعلبي: " الى حين اقتضاء آجالكم ومنتهى أعماركم" (١٧).
قال ابن كثير: " أي: إلى وقت مؤقت ومقدار معين، ثم تقوم القيامة" (١٨).
قال أبو حيان: " لمتاع ما استمتع به من المنافع، أو الزاد، أو الزمان الطويل، أو التعمير" (١٩).
واختلف في قوله تعالى: ﴿إِلَى حِينٍ﴾ [البقرة: ٣٦]، على أربعة أوجه (٢٠):
(١) تفسير المراغي: ١/ ٨٧.
(٢) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٣٢.
(٣) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ٣١٩.
(٤) البيت لزهير بن أبي سلمى، ديوانه: ٣٧، أرمقهم: يعني أحبابه الراحلين، وينظر إليهم حزينًا كئيبًا، والركاب: الإبل التي يرحل عليها. وراكس: واد في ديار بني سعد بن ثعلبة، من بني أسد. وفلق وفالق: المطمئن من الأرض بين ربوتين أو جبلين أو هضبتين، وقالوا: فالق وفلق، كما قالوا: يابس ويبس (بفتحتين).
(٥) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٥٣٥ - ٥٣٦.
(٦) المحرر الوجيز: ١/ ١٣١.
(٧) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤١٦): ص ١/ ٩٢.
(٨) انظر: تفسير البغوي: ١/ ٨٤.
(٩) انظر: تفسير ابن أبي حاتم: ١/ ٩٢.
(١٠) أنظر: المحرر الوجيز: ١/ ١٣١.
(١١) انظر: تفسير الطبري: ١/ ٥٣٥.
(١٢) صفوة التفاسير: ١/ ٤٤.
(١٣) معاني القرآن: ١/ ١١٥.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٩): ص ١/ ٨٩.
(١٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٠٠): ص ١/ ٨٩.
(١٦) صفوة التفاسير: ١/ ٤٤.
(١٧) تفسير الثعلبي: ١/ ١٨٣.
(١٨) تفسير ابن كثير: ١/ ٢٣٦.
(١٩) البحر المحيط: ١/ ١٣٧.
(٢٠) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ٣٢١ - ٣٢٢.
2 / 196