حاول عزت بيه أن يتدخل: لكن يا دكتور، الحقائق تقول ...
أشاح حمادة بيده ثائرا وقاطعا في محاولة لإنهاء الحديث: الحقائق لا تقول سوى شيء واحد: نحن المسئولون أولا وأخيرا، من المسئول عن الفساد الذي انتشر كالوباء ولم يسلم منه حتى الماء والهواء؟ إسرائيل أم أمريكا أم أوروبا أم الجن والشياطين أم لعنة الفراعنة ؟ من المذنب؟
قال حازم وهو يرفع يديه ويضعهما أمام وجهه كأنه يتقي شرا قادما نحوه: الفساد، كله إلا الفساد، والرشوة أصبحت ضريبة محددة، حق معلوم، ماركة مصرية مسجلة، أعوذ بالله، أعوذ بالله، الناس أصبحوا بلا ضمير.
رمقه شقيقه بنظرة انطلقت من عينيه كسهم حاد وهو يقول بسخرية: الناس؟
استمر حازم وكأنه لم يسمع ولم ير: تصوروا ابن الكلب يطلب كم؟
ولما لم يسأله أحد عن ابن الكلب ولا عن الكم المطلوب قال وهو ينظر للضيف ليشهده على صدقه: عشرين باكو بالتمام.
هتف الخال الذي كان قد استقبل القبلة بالقرب منهم ولم يرفع يديه للشهادة قبل أداء ركعتي الضحى: لعن الله الراشي والمرتشي ...
واستطرد حازم بعد أن سمع تكبير خاله فقال: صب السقف متوقف على الدفع، وإلا فالهدم طبقا للقانون، والقانون لا يملأ عينه إلا تراب الفلوس.
ضحك عزت فازداد حماس حازم: لولا عزت بيه واسطة الخير لوضعني الكبير في كرشه وخرب بيتي.
فكر حمادة وهو يسند رأسه على كفه ويهزه قليلا: وكم وضعت أنت في كرشك يا أخي العزيز؟
Página desconocida