Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Géneros
فقبل الحسين توبته وجعل الرجل يقاتل من ساعتها حتى قتل، وآخر كلمة على لسانه فاه بها: «السلام عليك يا أبا عبد الله!» •••
فمجمل ما يقال على التحقيق أنه لم يكن في معسكر يزيد رجل يعينه على الحسين إلا وهو طامع في مال، مستميت في طمعه استماتة من يهدر الحرمات، ولا يبالي بشيء منها في سبيل الحطام.
ولقد كان لمعاوية مشيرون من ذوي الرأي كعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزيادة بن أبيه، وأضرابهم من أولئك الدهاة الذين يسميهم التاريخ أنصار دول وبناة عروش.
وكان لهم من سمعة معاوية وذرائعه شعار يدارون به المطامع، ويتحللون من التأثيم.
لكن هؤلاء بادوا جميعا في حياة معاوية، ولم يبق ليزيد مشير واحد ممن نسميهم بأنصار الدول وبناة العروش، وإنما بقيت له شرذمة على غراره أصدق ما توصف به أنها شرذمة جلادين، يقتلون من أمروا بقتله ويقبضون الأجر فرحين.
فكان أعوان معاوية ساسة وذوي مشورة.
وكان أعوان يزيد جلادين وكلاب طراد في صيد كبير.
وكانوا في خلائقهم البدنية على المثال الذي يعهد في هذه الطغمة من الناس، ونعني به مثال المسخاء المشوهين، أولئك الذين تمتلئ صدورهم بالحقد على أبناء آدم ولا سيما من كان منهم على سواء الخلق وحسن الأحدوثة، فإذا بهم يفرغون حقدهم في عدائه وإن لم ينتفعوا بأجر أو غنيمة، فإذا انتفعوا بالأجر والغنيمة فذلك هو حقد الضراوة الذي لا تعرف له حدود.
وشر هؤلاء جميعا هم شمر بن ذي الجوشن، ومسلم بن عقبة، وعبيد الله بن زياد. ويلحق بزمرتهم على مثال قريب من مثالهم عمر بن سعد بن أبي قاص.
فشمر بن ذي الجوشن كان أبرص كريه المنظر قبيح الصورة، وكان يصطنع المذهب الخارجي؛ ليجعله حجة يحارب بها عليا وأبناءه، ولكنه لا يتخذه حجة ليحارب بها معاوية وأبناءه. كأنه يتخذ الدين حجة للحقد، ثم ينسى الدين والحقد في حضرة المال. •••
Página desconocida