Abu Shuhada Husayn Ibn Ali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Géneros
أعوان الفريقين
رجال المعسكرين
كان الحسين في طريقه إلى الكوفة - يوم دعاه شيعته إليها - يسأل من يلقاهم عن أحوال الناس، فينبئونه عن موقفهم بينه وبين بني أمية، وقلما اختلفوا في الجواب.
سأل الفرزدق وهو خارج من مكة - والفرزدق مشهور بالتشيع لآل البيت - فقال له: «قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.»
وقال له مجمع بن عبيد العامري: «أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم، فهم ألب واحد عليك، وأما سائر الناس بعدهم فإن قلوبهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك.»
وقد أصاب الفرزدق وأصاب مجمع بن عبيد، فإن الناس جميعا كانوا بأهوائهم وأفئدتهم مع الحسين بن علي ما لم تكن لهم منفعة موصولة بملك بني أمية، فهم إذن عليه بالسيوف التي تشهرها الأيدي دون القلوب.
وقد «أعظمت الرشوة» للرؤساء، وأعظمت لهم من بعدها الوعود والآمال، فعلموا أن دوام نعمتهم من دوام ملك بني أمية.
فأما الرؤساء الذين كانت لهم مكانتهم بمعزل عن الملك القائم، فقد كانوا ينصرون حسينا ولا ينصرون الأمويين، أو كانوا يصانعون الأمويين، ولا يبلغون بالمصانعة أن يشهروا الحرب على الحسين.
ومن هؤلاء هانئ بن عروة من كبار الزعماء في قبائل كندة، وشريك بن الأعور، وسليمان بن صرد الخزاعي، وكلاهما من ذوي الشرف والدين.
بل كان من العاملين لبني أمية من يخزه ضميره إذا بلغ العداء للحسين أشده، فيترك معسكر بني أمية ليلوذ بالمعسكر الذي كتب عليه الموت والبلاء. كما فعل الحر بن يزيد الرياحي في كربلاء، وقد رأى القوم يهمون بقتل الحسين ولا يقنعون بحصاره. فسأل عمر بن سعد قائد الجيش: «أمقاتل أنت هذا الرجل؟» فلما قال: «نعم.» ترك الجيش الأموي وذهب يقترب من الحسين حتى داناه فقال له: «جعلت فداك يا بن رسول الله. أنا صاحبك حبستك عن الرجوع وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، ووالله لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت، وإني تائب إلى الله مما صنعت، فهل ترى لي من توبة؟»
Página desconocida