37

Ziyada

الزيادة والإحسان في علوم القرآن

Investigator

أصل هذا الكتاب مجموعة رسائل جامعية ماجستير للأساتذة الباحثين

Publisher

مركز البحوث والدراسات جامعة الشارقة الإمارات

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ

Genres

النواس بن سمعان مرفوعًا: (إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي إلى الملائكة، كلما مر بسماء سأله أهلها، ماذا قال ربنا؟ قال: الحق، فينتهي به حيث أمر)، انتهى. فإن قلت: بعد إنزال القرآن إلى السماء الدنيا، وتنجيم السفرة له على جبريل، هل يحتاج في كل نزول إلى وحي إلهي؟ أو لا يحتاج، لكونه قد علم ما ينزل به في كل عام؟ قلت: الظاهر أنه لا يمكن أن ينزل في شيء إلا بوحي إلهي، لوجهين: أحدهما: عدم علمه بوقت الواقعة الموجبة لنزول شيء يناسبه، فيوحى إليه: أن قد وقع ذلك، فانزل بكذا مما هو عندك. الثاني: لو فرض أن الله ﷿ أعلمه ذلك، فلا يمكن النزول - أي بالوحي -، لقوله تعالى على لسان الملائكة: (وما نتنزل إلا بأمر ربك) [مريم: ٦٤]. وأخرج البخاري في صحيحه، عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ لجبريل: (ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت: (وما نتنزل إلا بأمر ربك له

1 / 114