Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Genres
وكما يذكر جوردون تشايلد؛ فقد اعتبرت الأشعار الهومرية ذاتها فصولا تاريخية برغم إغراقها في الخوارق وعوالم الآلهة، واتخذها الكتاب المتأخرون نموذجا لهم؛ «إذ اعتقدوا أن التاريخ رواية مترابطة تتم داخل إطار فني.»
بل وعلى هذا النحو أيضا نهج تاريخ «توكتيدس» أعظم مؤرخي الرومان للحروب البلوبونزية بين أثينا وإسبرطة عام 431ق.م.
وعلى هذا فالبحث في إطار سيرتنا الملحمية هذه - الزير سالم - حول كلا الملامح التاريخية والتراثية ليس بالأمر الجديد، كذلك لا جديد في استخلاص حقائق التاريخ من ثنايا هذا التاريخ الأسطوري الخرافي المهمل إلى حد الاندثار من جانب الباحثين العرب، إلى حد الاندثار.
بل الجديد الطريف هو أن تظل سيرة عالية الهامة - كالزير سالم - مهدرة تعاني الافتقاد والاندثار إلى أيامنا، مضافا إليه عدم الفهم والتقدير لدرة قد تصمد لأي سيرة أو ملحمة في كل ما جاء به العالم القديم، بدءا من السيرة الهرمونية - الإلياذة - ومرورا بالملحمة الهندية الآرية الماهابهاراتا، التي تسمى بها الهنود والفرس الآريون، والتي تتلاقى مع ملحمتنا هذه - الزير سالم - في أن كلا منهما تؤرخ لحروب وهجرات قبائلية موغلة في القدم.
كما أن ملحمتنا العربية هذه تتفوق كثيرا على الملحمة الإسكندنافية الفنلندية - كاليفالا - التي عندما احتفلت فنلندا عام 1935م على مرور قرون على أول جمع لنصوصها الشفهية الفولكلورية؛ اكتشف أن ما جمع منها وصل إلى 130 ألف نص مختلف لذات الملحمة الكاليفالا، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من الدراسات والمعارك المنهجية التي شاركت فيها جيوش من العلماء والباحثين الذين تعاقبوا على دراستها على مدى القرنين الأخيرين.
ونفس الشيء بالنسبة للقصص الشعرية - البالاد - الروسية الموطن، المعروفة بالبلينات، بدءا من أقدمها «بلينا كييف»
Byline
وهي أشلاء سير وملاحم وحكايات الشعوب والكيانات السوفيتية اليوم، تلك التي كانت تنشدها المداحات الروسيات، ويتضح فيها مدى المؤثرات الشرقية - خاصة السامية العربية الإسلامية، والآرية الهندية الفارسية - بالإضافة - طبعا - للمؤثرات التركية والمغولية، شارك في جمع ودراسة هذه المدائح أو البيلينات أجيال من الباحثين الفولكلوريين؛ منهم: ستاسوف
Stasov
بسلاييف، ميللر، شفنر، بيسونوف، فسيلوفسكي، سوكولو، زدانوف، والعشرات غيرهم.
Unknown page