Zir Salim Abu Layla Muhalhal
الزير سالم: أبو ليلى المهلهل
Genres
لأنه تعقب أخاه التوءم - عيسو أو العيص - حين ولادتهما وتسمى فيما بعد بإسرائيل، وحيله ومكائده المتوصلة كأنموذج حق للتاجر السامي - كما يرد في التكوين - لاستلاب بركة أخيه الأكبر عيسو ويسلبه حقه في الإرث والبركة من أبيهما الشيخ إسحق الذي كل بصره، ومنها حيلة ارتدائه لملابس أخيه والتخفي تحت جلود الماعز؛ لتمثل أخيه العربي كثيف الشعر، وبذا اكتسب يعقوب - أو إسرائيل - ما ليس حقه من إرث وبركة في أرض فلسطين الموعودة أو المغتصبة.
وعاد يعقوب ذاته فكرر هذا الاستلاب مع أصغر أبنائه «يوسف»، الذي كان «ابن شيخوخته»، ففضله على أبنائه الكبار الأحد عشر، حين خصه بالرداء متعدد الألوان الذي ميزه عن إخوته، فكان أن حقدوا عليه ليميتوه بنفس ما حدث مع الزير سالم - أي داخل البئر - بإيعاز من الجليلة، وبتضامن خفي من جانب قبيلتها القيسية على أن يوكل بمهمة التنفيذ للأخ الأكبر الملك كليب ذاته، حتى إذا ما نجح الزير سالم من الإفلات من حبائل الجميع؛ القبيلة والزوجة المغتالة والأخ الأكبر الغافل، والعودة لهم بمطالبهم، وهو دواء الجليلة ومطمع إنجابها - لبن اللبؤة - وتحقق له الفوز؛ كفوا عنه، وأولهم الجليلة التي يبدو أنها شفيت وأنجبت الابن الذكر الأصغر الوريث - وهو «الجرو» - سرا فأبعدته مخفية كإيزيس ووحيدها حورس.
ومن هنا يتضح أن زيارة الملك كليب لأخيه الأصغر المهلهل، ببئر سبع؛ ليهبه حقه الطبيعي في العرش والعودة به إلى القبيلة وتنصيبه ملكا بدلا منه، يحمل الكثير من التكفير، وهو ما لم يستجب له الزير سالم ويدركه إنقاذا لحق حفظ الميراث داخل القبيلة.
الذي لا بد وأنه كان الهدف الأقصى أو الأعلى لذلك العالم القبائلي الغابر ، ومطمح سيره وبطولاته وملاحمه؛ ذلك أن حفظ الميراث - وصنوه السلطة - هو الهدف الأقصى لكلا تراثنا وواقعنا العربي الماثل، فما بالنا ببؤرة العالم القديم؟
مصرع ناقة البسوس سراب
أما الساحرة اليمنية - متعددة الأسماء وأطوار العمر - البسوس والتي ما إن تتبدى في هذه السيرة مرة شابة جميلة فاتنة، حتى تتحول على الفور إلى عجوز شمطاء شريرة متآمرة، تزرع وتحصد بذور الانشقاق والفتنة بين أبناء العائلة الوطن الواحد.
وهي هنا أشبه بشخصيات الساحرة «كركة» التي تزخر بها الحكايات والفابيولات الخرافية، بدءا من الحكايات والفابيولات العثروتية السامية
1
حتى الهومرية الهلينية، مرورا بخرافات العصور الوسطى، وإلى ما يتواتر على أيامنا.
فما إن حسن كلام السارة البسوس ومدائحها الشعرية لدى أمير بني بكر جساس بن مرة، حتى أقامت لديه هي وقومها وعشيرتها وناقتها الطوطم سراب.
Unknown page