فما ضر ذلك كليبا ولا جريرا ولا نفع نميرا. وقصيدة جرير مذكورة هي التي سماها الدامغة. ولاستمرار الضعة في بني نمير بهجاء جرير قال أبن مناذر يهجو ثقيفا:
وسوف يزيدكم ضعة هجاني ... كما وضع الهجاء بني نمير
وقال عنترة العبسي يخاطب امرأته:
لا تذكري مهري وما أطعمته ... فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
إنَّ الغبوق له وأنت مسودة ... فتأوي ما شئت ثم تحوبي
كذب العتيق وما شن بارد ... إنَّ كنت سائلتي غبوقا فاذهبي!
قوله العتيق، يجوز نصبه ورفعه، ومعناه على الجملة الإغراء، أي عليك بالعتيق، وهو التمر القديم، ولإعرابه تحقيق في علم النحو مشهور.
وقال الآخر:
خذ من أخيك العفو ذنوبه ... ولا تك في كل الأمور تعاتبه
فإنك لن تلقى أخاك مهذبا ... وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه؟
أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس الذي يلقاك بالبشر والرضى ... وإنَّ غبت يوما لسعتك عقاربه
وقال رجل من بني ضبة لعبد الملك:
والله ما ندري إذا ما فاتنا ... طلب إليك من الذي نتطلب
فلقد ضربنا في البلاد فلم نجد ... أحدًا سواك إلى المكارم ينسب
فأصبر لعادتنا التي عودتنا ... أولا فأرشد إلى من نذهب
فقال له عبد الملك: إلي! إلي! وأكرمه وحباه.
وقال ضمرة بن ضمرة:
بكرت تلومك بعد وهن في الندى ... بسل عليك ملامتي وعتابي!
ولقد علمت تظني غيره ... أنَّ سوف تخلجني سبيل صاحبي
أأصرنا وبني عمي ساغب؟ ... فكفاك من إبة علي وعاب
أنَّ رأيت إن صرخت منها هامتي ... وخرجت منها بالي الأثواب