254

Zahr Akam

زهر الأكم في الأمثال و الحكم

Investigator

د محمد حجي، د محمد الأخضر

Publisher

الشركة الجديدة - دار الثقافة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

Publisher Location

الدار البيضاء - المغرب

وهلك الفتى أنَّ لا يراح على الندى ... وأنَّ يرى شيئًا عجيبا فيعجبا
وقال جرير بن الخطفى:
فعض الطرف أنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا!
وبعده:
ولو وضعت شيوخ بني نمير ... على الميزان ما عدلتا ذبابا
وكانت بنو نمير من جمرات العرب، لم يخالفوا أحد لعزتهم وقوتهم. فكان الواحد منهم إذا سئل يقول: من بني نمير، ويفخم صوته إدلالًا بعزته، حتى هجا جرير عبيد بن حصين منهم بما قدم من قصيدة، فوقعت فيهم الموقع، ولم يرفعوا، ولم يرفعوا بعدها رأسًا، حتى كانوا يفرون من الانتساب إلى نمير لمّا وسم به. فكان أحدهم إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من عامر بن صعصعة وهو الجد الأكبر.
ومما يحكى أن مولى لبعض بأهله كان يرد سوق البصرة، فسخر منه بنو نمير، فذكر ذلك لمواليه فقالوا له: إذا نبزك أحد منه فقل له:
فعض الطرف انك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فلما رجع، سخروا منه ونبزوه، فأراد أن يقول البيت فنسيه فقال: غمض وإلاّ جاءك ما تكره! فكفوا عنه عند ذلك وعلموا إنّه عرف قول جرير فيهم.
وروي أن امرأة مرت بقوم من بني نمير، فأخذوا ينظرون إليها ويتواصفونها، فقالت: قبحكم الله يا بني نمير! ما امتثلتم واحدة من اثنين: لا قول الله تعالى حيث يقول:) قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم (ولا قول جرير حيث يقول: فغض الطرف " البيت ". فأجمعوا بذلك وذهبوا.
وأحاب بعض بني نمير جريرا عن شعره فقال:
نمير جمرة العرب التي لم ... تزل في الحرب تلتهب التهابا
وإني إذ أسب بها كليبا ... فتحت عليهم للسخف بابا
ولولا أن يقال هجا نميرا ... ولو نسمع لشاعرهم جوابا
؟ رغبنا عن هجاء بني كليبٍ وكيف يشتم الناس الكلابا؟

1 / 266