Zacim Thair Ahmad Curabi
الزعيم الثائر أحمد عرابي
Genres
وكانت طلائع العرابيين وعددهم نحو ألفين ترابط في «نفيشة» غربي الإسماعيلية، وعلى بعد نحو ثلاثة كيلومترات منها، فأطلقت البوارج البريطانية قنابلها عليهم، وكان هذا الضرب نذيرا بزحف الإنجليز من هذه الناحية ...
ووصل الجنرال ولسلي إلى الإسماعيلية يوم 21 أغسطس لتدبير حركات القتال في الميدان الشرقي، وكان يصحبه الأميرال سيمور والأميرال هوبكنس، ووصلت على إثره بقية البواخر المقلة للجيش البريطاني، فنزلوا الإسماعيلية، كما وصل المدد من الهند إلى السويس، وبذلك انكشفت الجبهة المصرية من ناحية القناة، في حين أنه لو سدت القناة في بداية القتال، لما استطاع الجنرال ولسلي أن يصل بجنوده إلى الإسماعيلية ويتخذها قاعدة للزحف، ولقضى عدة أشهر قبل أن يهاجم خطوط الدفاع في الدلتا.
وفي يوم 22 أغسطس وضع الإنجليز أيديهم على سكة الحديد بين الإسماعيلية والسويس، وعلى ترعة المياه العذبة بين المدينتين.
ولما تم للإنجليز احتلال القناة، رخصوا لشركة القناة بإدارة أعمالها السابقة، وعادت السفن التجارية تجتاز القناة، ويتبين من ذلك أن اعتراض الشركة على خرق الإنجليز حيدة القناة، لم يكن سوى اعتراض شكلي كان الغرض منه منع العرابيين من سد القناة، حتى لا يتعطل انتفاع الشركة منها.
وهكذا جعل الإنجليز من القناة قاعدة حربية سهلت لهم مهمة الزحف على مصر، ولولاها لما استطاعوا أن يصلوا إلى الإسماعيلية بحرا، وأن يزحفوا منها على العاصمة من طريق التل الكبير والزقازيق، فوصول البوارج الإنجليزية إلى الإسماعيلية واتخاذهم إياها قاعدة زحفهم، ما كان ليحدث لو لم تكن قناة السويس موجودة، وكذلك كانت القناة شؤما على مصر في جميع أدوارها الغابرة ... (8) احتلال نفيشة
واحتل الإنجليز نفيشة بعد احتلالهم الإسماعيلية ... ولهذا الاحتلال أهميته؛ لأن نفيشة هي أول محطة غربي الإسماعيلية، ومنها تتفرع ترعة الإسماعيلية إلى فرعين: أحدهما الذاهب إلى بورسعيد، والثاني إلى السويس.
وقد سد العرابيون ترعة الإسماعيلية في نقطة «المجفر» غربي الإسماعيلية؛ ليمنعوا ورود المياه العذبة إلى الجيش البريطاني، فهاجم الجنرال ولسلي «المجفر» يوم 24 أغسطس، واحتلها بجنوده.
وتابع الإنجليز زحفهم فاستولوا على «المسخوطة» يوم 25 أغسطس بعد معركة عنيفة دارت بينهم وبين العرابيين، وكان يقود الجيش المصري فيها الفريق راشد باشا حسني.
ووقع محمود باشا فهمي رئيس أركان حرب الجيش المصري أسيرا في يد الإنجليز، فكان أسره أكبر ضربة أصابت الدفاع الوطني.
واستولى الإنجليز على «المحسمة» يوم 25 أغسطس، وهي محطة تبعد عن نفيشة غربا باثنين وعشرين كيلومترا، وصارت المسافة بينهم وبين التل الكبير لا تتجاوز أربعة وعشرين كيلومترا، وقد استولوا في «المحسمة» على سبعة مدافع كروب، وكمية كبيرة من البنادق وعلى قطار من الذخيرة.
Unknown page