وأقل من القليل مع تلك الشواهد التاريخية، التي ليس يعمى عنها ذو بصيرة تشهد في الدنيا شيئا من الأشياء.
فما عرف التاريخ قط أمة أحسنت الجد ولم تحسن اللهو واللعب.
وما عرف التاريخ قط أمة من أمم القوة والسيادة لم تكن لها ألعاب، ولم يكن لها زعماء في هذا المضمار.
وناهيك بالرومان وملاعبهم في كل مدينة وضعوا حجرا في بنائها .
وباليونان ومحافلهم القومية التي كانت تتعاقب كل عام أو بضعة أعوام.
وبالفرس ومواكب الكرة والصولجان، والعرب وميادين الفروسية ومنازه الصيد والقنص، وما اقتبسوه من سائر الأمم والدولات حيثما ارتفع لهم عرش واستقرت لهم إمامة.
أما في التاريخ الحديث فيوشك أن يكون السبق في مضمار اللعب قرينا بالسبق في مضمار السيادة، ويصدق من يقول: إن بريطانيا العظمى تفردت بالسلطان العالمي يوم تفردت بالسبق في ألعابها، وشوركت في ذلك السلطان يوم شوركت في تلك الألعاب.
فاللعب هو فيض الحياة.
ولن تكون سيادة بغير حياة أولا ... ثم فيض في الحياة بعد ذاك. •••
لا يلعب الإنسان وهو عليل.
Unknown page