Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

Cisam Din Hifni Nasif d. 1389 AH
85

Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

اليهودية في العقيدة والتاريخ

Genres

زفها إليه، وبلغهما أنه أباح لهما كل شيء ما عدا شيئا واحدا نهاهما أن يقرباه، وكان من الطبيعي أن يقربا هذا الشيء المدفوع عنه وأن يذوقا الفاكهة المحرمة.

29

ولسنا ندري ما هذه الشجرة العجيبة ذات القوى السحرية، شجرة معرفة الخير والشر؟ ولم أنبت الله هذه الشجرة في وسط الجنة ولم يجعلها في مكان ناء قصي؟ ولم نهى عن الأكل من ثمرها وعد تمييز الإنسان بين الخير والشر عملا عدائيا نحوه.

30

إن تمييز الإنسان بين الخير والشر هو بدء إدراكه الخلقي ومستهل مقدرته على توجيه مصيره، وهو ارتقاء لا انحطاط، فلم وجد يهوه في أكل الإنسان من ثمر هذه الشجرة كارثة حلت بشخصه؟ ولم ترتب على أكل الإنسان منها إقصاؤه عن الجنة: «قال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفا الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد» (تكوين 3: 22).

ومن هم أولاء الذين أشار الله إليهم بقوله: «كواحد منا»؟ هل هم آلهة آخرون؟

وما تلك الشجرة الأخرى ذات القوة السحرية التي تورث ثمارها الآكلين خلود الأبد؟

ولم ينكر يهوه على الإنسان أن يخلد على حين أنه لم ينكر ذلك على الكائنات الأخرى التي عناها بقوله: «كواحد منا»؟

وقد امتثلت حواء لأمر يهوه ردحا من الدهر، ثم دلفت إلى الجنة حية

31

Unknown page