Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

Cisam Din Hifni Nasif d. 1389 AH
76

Yahudiyya Fi Caqida Wa Tarikh

اليهودية في العقيدة والتاريخ

Genres

أي إن آدم كان ذكرا وأنثى في وقت معا

12

وبما أن دم خلق على مثال خالقه: «خلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم» (تكوين 1: 27).

فإن الله - عندهم - يجمع أيضا بين خصائص الجنسين. هذا وقد سردت أساطير الفرس قصة الخطيئة الأصلية على النحو الآتي:

كان الزوجان الأولان من البشر «مشيا» و«مشيانة» يعيشان بادئ بدء عيش الطهر والبراءة، وقد عاهدهما أرمزد، خالق كل ما هو خير، على أن يديم عليهما السعادة ما استمسكا بعرى الفضيلة. بيد أن أهريمان، أس الرذيلة ومصدر الأذى، دس عليهما شيطانا تراءى لهما في صورة حية وعاطاهما من ثمار شجرة بهية المنظر من خصائصها أن تضفي الخلود على الأحياء وترد الحياة إلى الموتى، فتطرقت إلى قلبيهما نوازع الشر، وزايلهما ما كانا يتحليان به من خلق رفيع، ثم ما لبث أهريمان أن سعى إليهما بنفسه في صورة الحية نفسها، ولم يزل يغرر بهما ويغريهما حتى اعترفا به - دون أرمزد - خالقا لكل ما هو خير، وبذلك خسرا ما كان قد اعتد لهما من نعيم مقيم.

وفي أساطير المصريين القدماء أن إيزيس وأوزيريس كانا يعيشان معا في الفردوس تظللهما السعادة وتحف بهما الهناءة، وما فتئا في تلك الحال إلى أن استبدت بإيزيس الرغبة في أن تستقي، من ماء الخلود، فمضى أوزيريس يطلبه فكانت تلك عثرته.

وقد فشت أساطير كهذه في مختلف الشعوب، وكلها مجمع على أن المرأة الأولى اقترفت الخطيئة الأولى انقيادا للإغراء. وما يزال الناس في الشعوب المتمدنة يقولون: «فتش عن المرأة.» وإنه ليسر الرجل أن يلقي على المرأة تبعة أخطائه، والويل للضعيف.

وقد سردت لنا التوراة قصة الخلق مرتين، أو بالحرى، سردت لنا قصتين في خلق الكون تستقل إحداهما عن الأخرى. وقد ألصقت كل من القصتين بالأخرى في غير لباقة. وتستوعب الأولى منها الإصحاح الأول من سفر التكوين والآيات الثلاث الأولى من الإصحاح الثاني. وقد أطلق على «الله» فيها لفظ «ألوهيم» بصيغة الجمع، ويبدو الله في تلك القصة إلى حد بعيد كأنه مجرد فكرة لشيء معنوي ليس له وجود حسي؛ فهو قادر على أن يخلق ما يريد مكتفيا بأن يقول: «كن.» وهذه القصة خلاء من أية إشارة إلى جنة عدن وما جرى فيها. وقد وضع الكهنة - بعد عودتهم من بابل - هذه القصة على غرار الأسطورة السامية التي سمعوها هناك. أما القصة الثانية وهي أقدم عهدا وأوغل بدائية، فهي تبدأ بالآية الرابعة من الإصحاح الثاني وتنتهي بنهاية ذلك الإصحاح،

13

وقد صور الله فيها مشاكلا للإنسان في سمته وسلوكه. وقد أفاضت هذه القصة في حديث الجنة وحددت موضعها جغرافيا على الأرض: «وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رءوس، اسم الواحد فيشون؛ وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الأرض جيد. هناك المقل وحجر الجزع. واسم النهر الثاني جيحون، هو المحيط بجميع أرض كوش.

Unknown page