141

============================================================

توضأت للصلاة تغيرت أحوالك، قال : " إني أعرف بين يدي من أقوم": وبلغنا عن بعض التابعين أنه كان إذا قام إلى الصلاة، تغير لونه، وكان يقول: اتدرون بين يدي من اقف، ومن أناجي؟ !

استعظام الناس لمصيبة المال لا لمصيبة الدين : فمن منكم لله في قلبه مثل هذه الهيبة؟ ولقد بلغنا أن من تعظيمهم لأمر الله، أن أحدهم كان إذا فاتته التكبيرة الأولى عزوه بمصيبته ثلاثة أيام، استعظاما منهم لفوت صلاة الجماعة فبالله، أكذلك أنتم يا قوم إذا فاتتكم التكبيرة مع الامام ؟ أو فاتكم بعض أعمال البر؟

لعمري [هل](1) يعزونكم ؟

بل إن أصيب أحدكم في ماله فتلك المصيبة العظمى يعزي بعضكم بعضأ بصائب الدنيا، وتستغيثون منها، وتسخطون من قدر الله لها، وتشكون إلى الناس فعل الله، فاما فوت أعمال البر، وموافقة الذنوب، فيما أرى بعضكم يعزي بعضا، كأنها ليست من المصائب عندكم هيهات ما أبعد شبهكم بخيار السلف !!

ويحكم!! تركتم التأسي بفضائل الاتقياء، وتحتجون بزلة كانت منهم، كانكم في الزلل والسهو مثلهم ؟ كذبتم وباري النفوس يا غافلين : الا فراقبوا الله وذروا طلب المعاذير والحجج الداحضة، وجاهدوا أنفسكم على إحضار القلوب في الصلاة، والفهم عن الله عز وجل، والتعظيم لأمره، كيلا تنقلبوا من الصلاة خائبين، جعلنا الله وإياكم من العاملين الهائبين له آمين (1) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول

Page 141