140

============================================================

ويحكم !ا لو رجعتم بالازدراء على أنفسكم عند الغفلة، واعترفتم باسائتكم وتضرركم لكان أقرب إلى العفو من طلب الحجج وذكر سهو الأخيار.

تكفير الصحابة عن سهوهم : وبعد : فهلا تستعظمون سهوكم كما استعظم الأخيار سهوهم ؟! ولقد بلغنا أن بعض الصحابة كان يصلي في نخيل له، فشغل بالنظر إلى النخيل، فسها في صلاته، فاستعظم ذلك وقال : و أصابتني في مالي فتنة" فجعل النخيل في الأرض صدقة في سبيل الله . فبلغ ثمنه خمسين ألفا.

فمن منكم إستعظم سهوه فتصدق بقيراط ؟!

أف لكم، أما تستحيون من هذا القياس؟ تقولون إن غفلنا في الصلاة فقد غفل الصحابة؟ أتشبهون أنفسكم بهم ؟

ياقوم : ما اقبح قياسكم، وأرخص حجتكم !!

أحوال خيار الأمة عند الاستعداد للصلاة: وبعد: فهلا تأسيتم بخشوع خيار هذه الأمة، ومثل تعظيمهم لأمر الله عز وجل ؟ لقد بلغنا أن بعضهم كان في صلاته كالثوب الملقى. وبعضهم كالخشبة اليابسة وبعضهم ينتقل من صلاته متغير اللون لقيامه بين يدي الله عز وجل: وبعضهم لم يكن يعرف من على يمينه وشماله وبعضهم كان إذا قام إلى الصلاة (قام ](1) كانه عود من الخشوع.

وبلغنا عن بعض أئمة الهدى أنه كان إذا توضا للصلاة رثي في وجهه التغير(6) يصفر مرة ويتلون أخرى، فقيل له : يا أمير المؤمنين، إنا نراك إذا (1) ما بين المعقوفتين : سقعطت من الأصول (2) من روي عنهم ذلك: الامام علي كرم الله وجهه، والإمام جعفر الصادق، والإمام علي زين العابدين (راجع الطبقات الكبرى للشعراني)

Page 140