161

[حملات أصحاب الحسين ومبارزاتهم]

وقاتل أصحاب الحسين [(عليه السلام)] قتالا شديدا وأخذت خيلهم تحمل، وإنما هم: اثنان وثلاثون فارسا (1) وأخذت لا تحمل على جانب من خيل أهل الكوفة إلا كشفته.

فلما رأى عزرة بن قيس [التميمي]- وهو على خيل أهل الكوفة- أن خيله تنكشف من كل جانب، بعث عبد الرحمن بن حصن الى عمر بن سعد [يقول]:

أما ترى ما تلقى خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة! ابعث إليهم الرجال والرماة!

فقال لشبت بن ربعي [التميمي]: ألا تقدم إليهم؟

فقال: سبحان الله! أتعمد الى شيخ مضر وأهل المصر عامة! تبعثه في الرماة! لم تجد غيري من تندب لهذا ويجزئ عنك؟!

[ف] دعا عمر بن سعد: الحصين بن تميم، فبعث معه المجففة، وخمسمائة من المرامية، فاقبلوا [فما] دنوا من الحسين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجالة كلهم (2).

[وعقر فرس الحر بن يزيد الرياحي] فما لبث أن ارعد الفرس واضطرب وكبا، فوثب عنه الحر كأنه ليث والسيف في يده وهو يقول:

Page 227