(*) في حماة الخيل، فقصد المرقال، ومع المرقال، لواء على الأعظم، في حماة الناس ، وكان عمرو من فرسان قريش، فتقدم وهو يقول: لا عيش إن لم ألق يوما هاشما * ذاك الذى أجشمني المجاشما ذاك الذى أقام لى المآتما * ذاك الذى يشتم عرضى ظالما ذاك الذى إن ينج منى سالما * يكن شجا حتى الممات لازما فطعن في أعراض الخيل مزبدا، فحمل هاشم وهو يقول: لا عيش إن لم ألق يومى عمرا * ذاك الذى أحدث فينا الغدرا أو يحدث الله لأمر أمرا * لا تجزعي يا نفس صبرا صبرا ضربا هذا ذيك وطعنا شزرا (1) * يا ليت ما تجنى يكون قبرا (2) فطاعن عمرا حتى رجع (3)، واشتد القتال وانصرف الفريقان [ بعد شدة القتال ]، ولم يسر معاوية ذلك.
وإن بسر بن أرطاة غدا في اليوم الثالث في حماة الخيل فلقى قيس ابن سعد في كماة الأنصار، فاشتدت الحرب بينهما، وبرز قيس كأنه فنيق مقرم، وهو يقول: أنا ابن سعد زانه عباده * والخزرجيون رجال ساده ليس فرارى في الوغى بعاده * إن الفرار للفتى قلاده يا رب أنت لقنى الشهادة * والقتل خير من عناق غاده حتى متى تثنى لى الوسادة
__________
(1) هذاذيك: أي هذا بعد هذ، يعتى قطعا بعد قطع.
وفي الأصل: " مداريك " صوابه في ح (2: 291).
(2) في الأصل: " يا ليت ما تحيى " والوجه ما أثبت من ح.
(3) في الأصل: " فطعن عمرا " صوابه في ح.
Page 428