414

(*) وطاعن خيل بسر (1)، وبرز له بسر بعد ملى (2)، وهو يقول: أنا ابن أرطاة عظيم القدر * مردد في غالب بن فهر (3) ليس الفرار من طباع بسر * أن يرجع اليوم بغير وتر وقد قضيت في عدوى نذري * يا ليت شعرى ما بقى من عمرى (4) ويطعن بسر قيسا فيضربه قيس بالسيف فرده على عقبيه، ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل.

وإن عبيد الله بن عمر تقدم في اليوم الرابع ولم يترك فارسا مذكورا، وجمع من استطاع، فقال له معاوية: إنك تلقى أفاعى أهل العراق (5) فارفق واتئد.

فلقيه الأشتر أمام الخيل مزبدا - وكان الأشتر إذا أراد القتال أزبد - وهو يقول: في كل يوم هامتي مقيره * بالضرب أبغى منة مؤخره والدرع خير من برود حبره (6) * يا رب جنبني سبيل الكفره واجعل وفاتي بأكف الفجرة * لا تعدل الدنيا جميعا وبره ولا بعوضا في ثواب البرره وشد على الخيل خيل الشام فردها (7)، فاستحيا عبيد الله فبرز أمام الخيل وكان فارسا [ شجاعا ] وهو يقول:

__________

(1) في الأصل: " فطعن خيل بسر " والصواب في ح.

(2) يقال مضى ملى من النهار، أي ساعة طويلة.

(3) في الأصل: " مراود " ووجهه من ح.

وفي ح: " غالب وفهر " وغالب هو ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

(4) بقى، بكسر القاف وإسكان الياء للشعر، وفي لغة طيئ بقى يبقى بفتح القاف، كما يقولون فنى يفنى، يفعلون ذلك في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها ألفا.

انظر اللسان (بقى).

(5) ح (2: 291): " أفعى أهل العراق ".

(6) ح: " فالقتل خير من ثياب الحبره ".

(7) هذا ما في ح.

وبدل هذه العبارة في الأصل: " فرد الخيل ".

Page 429