219

معركة هائلة كادوا يقتلونه فيها ، كان معن حينذاك متواريا على مقربة منهم ، فخرج من مخبئه وهو متلثم ودخل المعركة شاهرا سيفه وأخذ يقاتل الثائرين قدام المنصور حتى مزقهم كل ممزق ، ولما انكشفت الحالة عن المنصور قال له : ( من أنت لله ابوك؟ ) فأجاب « أنا طلبتك يا امير المؤمنين ، انا معن بن زائدة » فقال المنصور : قد آمنك الله على نفسك ومالك ومثلك من يصطنع ، ثم أخذه معه وخلع عليه وحباه وزينه : ومما يروى من نجدته. ما ذكره المؤرخون. أنا المنصور أهدر دم رجل من أهل الكوفة كان يسعى مع الخوارج بفساد دولته وجعل لمن يدل عليه مئة ألف درهم ، ثم ظهر الرجل متنكرا في بغداد فعرفه أحد البغداديين وتمسك به وصاح « هذا بغية امير المؤمنين » وفيما هما على تلك الحال مر معن فاستجار به الرجل فأمر معن البغدادي الى الخليفة وأعلمه الخبر فغضب الخليفة واستدعى معنا في الساعة. ولما وصل أمر المنصور الى معن. جمع أهل بيته وأقاربه ومواليه وقال لهم « أقسمت عليكم الا يصل مكروه الى هذا الرجل وفيكم عين تطرف » ثم سار الى الخليفة. وعندما دخل عليه رآه محتدما غيظا. فلما أنبه المنصور على فعلته. قال : يا أمير المؤمنين. كم مرة تقدم في دولتكم بلائي وحسن عنائي! وكم مرة

Page 226