واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار . فالإبكار بداية النهار أو نهاية الليل. كما أنه وقت الذكر والتسبيح، هو أيضا وقت الاستغفار،
واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار . والإبكار مثل البكرة، الإبكار فعل ذاتي، والبكرة وقت موضوعي،
فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا . وجزاء لذلك ينالون الجنة التي لهم فيها رزقهم من الصباح إلى المساء،
لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا . والرابع في مقابل الغد أي صبيحة اليوم التالي، بداية الليل ونهايته لدعاء الله،
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي . وهم في حاجة إلى صبر معهم لأنهم ينتظرون الآجل دون العاجل،
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي . وقد يحدث النقيض لمن لا يؤمن بالله ولا يدعوه أو يسبح له أو يذكره. إذ يعرض على النار ذهابا وإيابا من النهار إلى المساء ومن المساء إلى النهار،
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا . والخامس اللحظة المباغتة التي لا يعيها الإنسان إذا كانت في الصباح أو في المساء، في الضحى أم في العشي لأنه لاه عن الزمان غير واع به،
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها .
ولا تخرج المعاني التداولية في الحياة اليومية عن هذه المعاني الخمسة، الموعد في «أجيلك في العشية»، والطعام في «موعد على العشاء»، وفي الصلاة «صلاة العشاء»، ومن نفس اللفظ اشتق «عاش»، «يعيش» «عيشا» أي الحياة. والخبز قوام الحياة. والزمان هي الحياة. (8) الصبح والإصباح
ومن مفاهيم الزمان الجغرافي مع الفجر والضحى والعشي، الصبح والإصباح. ولا يوجد في مقابل المساء فعلا أو اسما بل يوجد الأمس في مقابل اليوم والغد، أبعاد الزمان الثلاثة.
Unknown page