أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون . فوظيفة الحشر الإحساس بالزمان وتوقع الأحداث فيه. فإذا وقع فإنه يقع بغتة. ولا يشعر الإنسان أنه عاش إلا نهارا أو مساء، ضحى أو عشية،
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها . والخلود في الجنة لا ظمأ فيه ولا ضحى، أي لا عطش ولا زمان،
وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى . فالخلود ري دائم.
وفي المعاني التداولية يعني الضحى الإشراق بعد ظهور الشمس وبداية الصباح وأول النهار. هي مرحلة من مراحل النور بعد الظلام، من الفجر إلى الصباح إلى الظهر إلى العصر إلى المغرب إلى العشاء والمساء، وهي مواعيد الصلاة، وهو نفس الاشتقاق الذي منه لفظ «ضحى» و«ضحية» أي الفداء وقت الضحى في عيد الأضحى، وهو في النحو فعل ينصب مفعولين «أضحى» مع «أمسى» و«أصبح» أفعال التغير والتحول ضد الاتهام الشائع للإسلام بأنه ثقافة الثبات والسكون مع الثناء على الغرب بأنه ثقافة التحول والحركة.
وقد ورد لفظ «العشي» في عدة صياغات: «العشاء» و«العشي» و«عشية» بخمسة معان كذلك. الأول الموعد في الزمان. ففترات الزمان عبر النهار من الصباح إلى المساء مواعيد للعمل،
وجاءوا أباهم عشاء يبكون . فالعمل بالنهار وحصيلته سلبا أم إيجابا بالليل. وقد عرضت على داود الجياد بالعشي رمزا للقتال الليلي،
إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد . وسخرت له الجبال يسبحن معه من الشرق إلى الغروب،
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق . والله له الحمد في السموات والأرض، في الصباح وفي المساء،
وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون . والثاني موعد الصلاة،
وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء . وهي آخر صلاة بالنهار بعدها تبدأ الراحة والسكينة والتجرد عن الملابس للاستجمام. والثالث في مقابل الإبكار أي البداية في مقابل النهاية،
Unknown page