============================================================
26 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ومدعي الحب قبل الموت متهث دعواه إن لم يمت في حبه كذت وأعرف جماعة ممن تقدم من الفقراء ماتوا في السماع والمواعظ يطول ذكرهم، وإنما قصدنا أهل زماننا.
والاتصاف بالأقوال والأفعال من عوالم البرازخ والدار الأخروية، وكا ما هو خرق عادة هنا هو هناك عادة، والذي يقوىي الدليل للولاية، ومن تخرق العادة على يده، لأن خرق العادة من أحوال أهل الجنة، لأها عادهم في ماكلهم ومشارهم ومناكحم وشهواقم، حتى أن الشخص منهم يخطر له الخطرة في الشهوات، فحين تخطر له يجدها عنده من غير كلفة.
وكذلك سمعهم وبصرهم؛ إذ يشهد كل واحد منهم جميع المستحسنات على اختلاف أنواعها وأجناسها بحسب ما أعطاه الله تعالى من الرتبة في تلك الدار، والتذاذه بشهوده لتلك المستحسنات بتلك النظرة، ويعقبها النظرة الثانية: الاستحقاقة بزيادة على النظرة الأولى:، والأولىء باقية في الاستحسان واللذة والنظرة الأولى: باقية، وترد النظرة الثالثة: بزيادة على الثانية:، ولذة النظرة الثانية: والاستحسان باق، هكذا إلى ما لا نهاية له.
وكذلك الشم كلما نشق رائحة وردت عليه رائحة أطيب منها، فالأولى: باقية والثانية: واردة، والثانية: باقية والثالثة: واردة، وهكذا إلى ما لا نهاية له.
وكذلك لذة السماع في طيب النغمات والألحان وحسن الأصوات، كلما تنعم بسماع تلك النغمات والأصوات ورد عليه ما هو أطيب منها والأولى: باقية إلى ما لا خاية له.
وكذلك لذة النكاح، كلما تنعم بلذة من المنكوحات المستحسنات على أطيب اللذات، ورد عليه ما هو أطيب من الأولى: والأولى: باقية إلى ما لا نهاية له.
وكذلك في جميع الحواس الباطنة والظاهرة، مثل الجوارح والجوانح الحسيات والمعنويات الكليات والجزئيات إلى ما لا نهاية له.
وهكذا حال أهل الجنان نعمنا الله تعالى وإياكم في دار كرامته ومحل رضوانه وأمانه في مقعد صدقه وجنات عدنه وعوالمه الباقية كيف شاء إنه أكرم الأكرمين.
75667) 4
Page 196