============================================================
206 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أسعى بحفني وعيني في محبتكم واجعل الرأس مني موضع القدم ولست أنصت فيما قد أتيث به لأنني بكم الموحوذ من عدم اني أشع على عيني برؤيتكم والشح عندي بكم من أعظم الكرم فانظر يا آخي رحمك الله تعالى، إلى هذه الحالة وهذا الاتصاف: ومن ذلك ما حدثني به الصاحب فخر الدين بن الخليلي، والأمير نحم الدين بن الواسطي، عن الشيخ عمر بن عبد الحميد قال: كتا في - بلبيس- في سماع، وكان الشيخ عمر جالسا إلى جانبي، فقرأ قاري قول الله تعالى: ((كل نفس ذائقة المؤت} [آل عمران: 185].
وقام الشعاغ والشيخ جالس، فحركناه فوجدناه قد مات:.
وحكى لي هذه أيضا الشيخ عبد العزيز، وزاد عليه أنه قام وتوضا وجلس فمات، وأهم حفروا له في أماكن كثيرة فينطبق القبر ولا يثبت، حتى حفروا له في مكان بستان كان للصاحب هاء الدين فثبت القبر، فسيروا إلى الصاحب يستشيرونه في ذلك فأخرج الصاحب خط الشيخ آنه يدفن عنده.
وكان سبب ذلك ما حكاه لي الشيخ عبد العزيز حرحمه الله تعالى- لأن الشيخ عمر كان يمشي في حوائج المسلمين كثيرا، وأنه حضر إلى الصاحب في حاجة فقال له الصاحب: ما أقدر أقضيها لك حتى أشاور السلطان، فقال: إن عاهدتني على آنك تدفن عندي قضيتها ولا أشاور فعاهده وأعطاه خطه بذلك.
وكان الصاحب له قصد جميل ومحبة للفقراء ودفن في تربته جماعة من الصالحين، وإنما ذكرنا هذه الحكاية للاتصاف بسماع القول فحين سمع قوله تعالى: {ك تفس ذائقة المؤت} [آل عمران: 185] وقع الاتصاف له بذلك.
ومن مات في السماع كما حكى لي فقير بمدينة قوص يسمى أحمد السراج الاسكندراي وقد قلت: بقاء نفسي في يوم النوى عجث لأن موني من بعض الذي يجن وما بقيث ونفسي لست أملكها وليس لي في حياني بعدهم إرب
Page 195