============================================================
119 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فنبدأ بما قال الله تعالى: ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122].
قال الله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} [فاطر: 15].
وهذا وصف يعم جميع الموجودات بالافتقار إلى موجدها وخالقها ومخرجها من العدم إلى الوحود، فكل شيء مفتقر إليه كما قال الله تعالى: كل شيء هالك إلا وجه [القصص: 88].
ووقع الخطاب لمن يعقل؛ إذ من لا يعقل لا يتوجه إليه الخطاب، وإن كان قوله تعالى: (يا أيها الناس) للتخصيص، فالجن والإنس والملائكة يعقلون ويكلفون ولذلك قال الله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلأ ليغبدون) [الذاريات: 56] .
وقال تعالى عن الملائكة: لأ يغصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [ التحرتم آية: 6].
الافتقار إلى الله تعالى وأما الافتقار إلى الله تعالى فهو يعم كل موجود سوى الله تعالى، وكل ما ؤحد من العدم كان مفتقرا إلى الله تعالى في إيجاده فأوجده من العدم، وإن كان قوله تعالى: (وأوحى رئك إلى النخل} [النحل: 68] .
فوقع الخطاب لمن لا يعقل، فقد يكون وحى وإلهام وما جبلهم عليه حين خلقهم وتعرفه إليهم سبقهم لمعرفته: وقوله تعالى: لوإن من شيع إلأ يسبح بحمده} [الإسراء:44]، وسبح الحصى في كف رسول الله والمعجزة في تسبيحه بكلام الآدميين، فإن الحصى لم يزل مسبگا في نفسه، ومعرفة كات شيء بربه من جامد وناطق ويافع ونابت وحيوان وإنسان وملك وشيطان، أمم أمثالكم لا يجهله إلا من أغمى الله تعالى قلبه، وجعل الغشاوة على بصره وبصيرته وأما قوله تعالى: وإذ أوحيت إلى الحواريين آن آمنوا بي وبرسولى} [المائدة: 111].
فهذا وحى على آلسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام - وحقيقة الافتقار في
Page 109