2
الجيش، فربما سيذيعه علينا جهارا؛ إذ كان أول من علم به؟ أم أن هناك موضوعا عاما آخر يريد أن يتكلم عنه ويخاطبنا فيه؟ إنه يبدو لعيني رجلا طيبا، رجلا مباركا، ليت زوس يحقق له بعض الخير، كل ما يبتغيه في قلبه.»
تيليماخوس يبث المجتمعين شكواه
هكذا تكلم، فسر أوديسيوس العزيز من كلمة الفأل الحسن، ولم يطق الجلوس بعد ذلك، بل تاق إلى الحديث، فاتخذ وقفته بين الجمع، ووضع الرسول بايسينور
، ذو المشورة الحكيمة، الصولجان في يديه، ثم تكلم، مخاطبا الرجل العجوز أولا فقال: «أيها السيد العجوز، ليس ذلك الرجل الذي دعا الجميع سويا ببعيد، كما ستعلم حالا بنفسك. إنه أنا؛ إذ قد خصني الحزن البالغ دون سائر الآخرين، فما سمعت خبرا ما عن عودة الجيش حتى أذيعه جهارا، بصفتي أول من علم به شخصيا، وليس ثمة أي موضوع عام أريد أن أتحدث فيه وأكلمكم عنه. كلا، ليس هناك سوى حاجتي أنا؛ فقد حل الشر بمنزلي بصورة مضاعفة؛ إذ فقدت أولا سيدي
3
الشريف الذي كان ملكا وسطكم يوما ما هنا، وكان لطيف كوالد. والآن يحيق بي شر أعظم بكثير، شر سيخرب بيتي تماما، في الوقت الحاضر، ويحطم حياتي. إن هناك عشاقا يغازلون أمي ضد رغبتها. إنهم أبناء هؤلاء الرجال الذي هم هنا أشرف الناس. إنهم يمتنعون عن الذهاب إلى بيت أبيها إيكاريوس،
4
حتى يمكنه أن يأخذ منهم هدايا الزواج لابنته، ويعطيها لمن يشاء منهم، لمن ينال الحظوة لديه، بل يزحمون منزلنا يوما بعد يوم، ويذبحون ثيراننا وخرافنا وعنزاتنا السمينة. ويعربدون، ويحتسون الخمر الصهباء بطيش، فيحل الخراب بكل هذه الثروة؛ لأنه لا يوجد هنا رجل، يعادل أوديسيوس، ليدرأ الخراب عن المنزل. أما أنا شخصيا فلست مثله كي أدرأه. كلا، قط، فلو حاولت منع الخراب لألفيتموني ضعيفا، وشخصا لا يعرف الشجاعة إطلاقا. ومع كل، فسأدافع عن نفسي حقا، إن كانت لي القوة، فما عادت هذه الأعمال سهلة الاحتمال بحال، وحطم منزلي فوق ما يطيق المرء. ألا تخجلون من أنفسكم، وتراعون جيرانكم الذين يقطنون حولكم، وتخافون غضب الآلهة، لئلا ينقلبوا عليكم، غاضبين من شروركم؟
5
Unknown page