20
الشبيه بالإله، هو أول من رآها؛ فقد كان جالسا وسط العشاق، حزين القلب، يفكر مليا في أبيه النبيل، عسى أن يعود من مكان ما، بمحض الصدفة، فيغرق أولئك العشاق الرابضين في القصر، فيفوز هو نفسه بالمجد، ويسوس بيته؛ فبينما كان يفكر في تلك الأمور، وهو جالس بين العشاق؛ إذ وقع بصره على أثينا
Athene ، فانطلق من توه إلى الباب الخارجي؛ إذ كان في قرارة نفسه يعتبر من العار أن يترك الغريب ينتظر طويلا عند الأبواب فلما اقترب منها أمسك يدها اليمنى، وتناول منه الرمح البرونزي، وخاطبها بكلمات مجنحة
21
قائلا: «مرحبا بك، أيها الغريب، سوف تحظى في بيتنا بكرم الضيافة. وبعد ذلك، عندما تذوق طعامنا، تخبرنا بما أنت في حاجة إليه.»
ما إن قال هذا حتى قاد الطريق، وتبعته بالاس أثينا
،
22
فلما صار داخل القصر المنيف، حمل الرمح وأسنده إلى عمود مرتفع في حامل الرماح مصقول، حيث أسندت عدة رماح حتى تلك الخاصة بأوديسيوس الجريء القلب. قاد أثينا نفسها، وأجلسها فوق مقعد، بعد أن فرش لها قطعة من منسوج الكتان. لقد كان مقعدا جميلا، فاخر الصنعة، وعند أسفله كرسي صغير للأقدام. وإلى جواره وضع مقعدا لنفسه، مطعما، بعيدا عن الآخرين، العشاق، خشية أن يستاء الغريب من ضوضائهم، فيعاف الطعام عندما يرى نفسه بين قوم متعجرفين، وكذلك لكي يستطيع أن يسأله عن أبيه الغائب، ثم جاءت أمه بماء لغسيل الأيدي، في جرة جميلة من الذهب، وسكبته لهما فوق طست من الفضة، لكي يغتسلا، وسحبت إلى جوارهما خوانا لامعا، وأحضرت ربة البيت الموقرة الخبز، فوضعته أمامها، ومعه كميات وفيرة من الأطعمة اللذيذة، وكانت سخية في إخراجها من مخزنها. وكان نادل
23
Unknown page