بلوتو (رب الجحيم).
أما المغامرة التالية فقد أودت به خلال مضيق يقوم على أحد جانبيه حيوان مخيف يسمى خاروبديس
Charybdes ، غاطسا في البحر ثلاثة أيام بالقرب منه وفوق ظهره جميع السفن. كما تقوم على الجانب الآخر سكولا
Scylla
التي لا تقل بشاعة عن الوحش، وكانت تبتلع كل من يصل إليها برءوسها الكثيرة، فتتبع أوديسيوس تعليمات كيركي، وبذلك صان مركبته من خاروبديس، ولكنه أبحر بالقرب من سكولا كثيرا، ففقد ستة من رجاله استطاع الوحش أن يمسك بهم أمام عيني رأسه. ووصلوا بعد ذلك إلى ثريناكيا
Thrinacia
حيث كانت تحجز ماشية هيليوس
Helius
الشمس. وكان أوديسيوس على وشك الرحيل لو لم تحذره كيركي وتيريسياس بأنه إذا قتل هذه الحيوانات المقدسة يجلب على نفسه عقابا قاسيا، ولكن رجاله طلبوا أن يستريحوا فترة؛ إذ كانوا في حالة يرثى لها من شدة الإعياء والتعب، ووعدوه ألا يمسوا شيئا منها، فوافق أوديسيوس. غير أن الرياح المضادة حالت بينهم وبين الإبحار مدة طويلة حتى نفدت مئونتهم، فانتهزوا فرصة نوم أوديسيوس ذات يوم وذبحوا بعضا من الماشية وأقاموا وليمة، فتألم هيليوس من هذا التصرف واشتكى إلى زوس أمام الآلهة وطلب إنزال العقوبة بهم، فلما ظعن أوديسيوس في النهاية، أرسل زوس عليهم ريحا صرصرا عاتية حطمت المركب، وأغرقت جميع الرجال ما خلا أوديسيوس لبراءته، فأمسك بحطام السفينة وحملته الأمواج إلى خاروبديس مرة ثانية، غير أنه استطاع النجاة من شره بصعوبة بأن تعلق بشجرة عند حافة الماء ثم جدف بيديه مستندا إلى كتلة خشبية، وبعد أيام قذفته الأمواج إلى ساحل أوجوجيا
Ogygia
Unknown page