173

، وكيف تنازعا ذات يوم بألفاظ ثائرة في وليمة فاخرة للآلهة، فسر أجاممنون، ملك البشر، في قرارة نفسه، من شجار خيرة الآخيين؛ فهكذا أخبره فويبوس أبولو، أن هذا لا بد أن يحدث في بوثو

المقدسة، عندما مر فوق العتبة الصخرية ليستفتي الوحي؛ لأن بداية المحن كانت تنصب حينئذ نحو الطرواديين، والدانيين، تبعا لإرادة زوس العظيم.

أناشيد المغني تبكي أوديسيوس

تلك كانت الأغنية التي أنشدها المغني الذائع الصيت، وعندئذ أمسك أوديسيوس بعباءته الفاخرة، الأرجوانية، بيديه القويتين، وجذبها إلى أسفل فوق رأسه، مخفيا وجهه الجميل؛ لأنه أحس بالخجل أن تتساقط دموعه من تحت حاجبيه أمام للفياكيين، وكلما كان المنشد المبجل يكف عن الغناء، كان أوديسيوس يزيح العباءة من فوق رأسه، ويمسح دموعه، ثم يتناول الكأس ذات اليدين، ويصب السكائب للآلهة. وعندما يأمر نبلاء الفياكيين المغني بالإنشاد، كان أوديسيوس يعود فيغطي رأسه وينتحب، مخفيا دموعه عن سائر غيره من الحاضرين، بيد أن ألكينوس وحده، هو الذي لاحظ ذلك وتنبه إليه؛ لأنه كان يجلس إلى جواره، وسمعه يئن بشدة، وفي الحال نهض وسط الفياكيين، محبي المجاذيف، وتحدث إليهم قائلا: «أصغوا إلي، يا قادة ومستشاري الفياكيين، محبي المجاذيف، لقد أشبعنا قلوبنا بالوليمة الطيبة وبالقيثارة، رفيقة الوليمة الممتعة. دعونا الآن نخرج إلى الخلاء لنقوم بجميع صنوف المباريات، حتى إذا ما عاد هذا الغريب إلى وطنه، روى لأصدقائه، إلى أي حد نبذ نحن غيرنا في الملاكمة والمصارعة، وفي القفز وسرعة الجري.»

3

دعوة الأبطال إلى المباريات

قال هذا ونهض يقودهم إلى الخارج، وتبعه الحاضرون، وتناول الرسول القيثارة العذبة الأنغام من على المشجب، وأمسك بيد ديمودوكوس، وقاده خارج الساحة، سائرا معه في نفس الطريق التي سار فيها الآخرون، من أشراف الفياكيين، لمشاهدة المباريات. لقد انطلقوا إلى مكان الاجتماع، يتبعهم حشد عظيم لا يحصيه عد، وقام كثير من شباب النبلاء؛ أكرونيوس

Acroneüs ، وأوكوالوس

Ocyalus ، وإلاتريوس

Elatreus ، وناوتيوس

Unknown page