140

Tuhfat Umara

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

Investigator

عبد الستار أحمد فراج

Publisher

مكتبة الأعيان

Genres

History
الخبر، فقال له: تتقدم أعزك الله إليه في إمضاء مقاطعتي وإجمال معاملتي. قال: فقال لي ابن الفرات: أبو عبد الله من قد عرفت محله من الوزير أبي القاسم ومنا، فاعمل تصنيعته في جميع إرادته. فلما انصرف أبو عبد الله قال لي: إياك أن تمضي مقاطعته أو تدع الاستقصاء عليه في مسامحه، ووكل بغلته حتى تستوفي حق بيت المال منها على واجبه وتمامه وكماله، وإبطال مظالمه. قال: فورد علي من ذلك أعظم مورد، وتبينت به ما في نفسه على آل الجراح، وشخصت إلى العمل، فما داجيت أبا إسحاق، وطالبته بأن يجيئني في كل يوم، فغلظ ذلك عليه، وهو لا يعلم ما تقدم به ابن الفرات في أمره، واتصلت كتب ابن الفرات إلي بالحث على ما وصاني به والتاكيد فيه اتصالًا طويته عن أبي إسحاق الإشراف على أعمال واسط كنت أدخل إليه فيقل الإقبال علي، ويظهر الانحراف عني، حتى خفت أذيته في ضيعتي، فجئته في بعض الأيام، ومعي بعض ما كان ابن الفرات يكتبه إلي في بابه. فلما خلا وجهه دنوت منه وقلت له: قد تبينت منك إعراضًا وسوء رأي، ولا شك أن ذلك لما كان مني إليك، وقد علم الله نيابتي كانت عنك، وحراستي إياك مما كنت أُطالب به فيك، ومن الدليل على صدقي هذه الكتب. وأخرجتها إليه وقرأتها عليه. فلما وقف على ما فيها أكبره وأعظمه، وبسط عذري فيما عاملته به، وعاد إلى ما أحبه. وكان تقلد أبي إسحاق الإشراف على واسط بعد أن تقلد أعمال

1 / 150