حبيب نعاك فَقَلْبُهُ مَقْرُوحُ ... وبكى عليك فدمعه مسفوح
وغَدَا يُعَفِّرُ خَدَّهُ بِمَدَامِعِ ... تجري عليك دمًا وأنت طريح
أَتُرَاكَ يا قَمَرًا تَحَجبُ بالثرَى ... وجماله تحت التراب يلوح
شاهَدْتُ بَعْدَكَ حَالَ مَن فارقْتَهُ ... أنت الحياة له وأنت الروح
مُتَوَجِّعَ الأحْشاء بَرَّحَ حُزْنَهُ ... [أسفٌ] (١) يؤجِّج وقده التبرج
أمْسَى لَهُ قَلْبٌ كَليمٌ نارُهُ ... يصلى الخليل بها وأنت ذبيح
ولَقَدْ رأيْتُكَ فَوْقَ أَعْوادِ الرَّدَى ... وأمامك التهليل والتسبيح
والناسُ كالطُّوفانِ وهِيَ سَفِيْنَةٌ ... تجري بأدمعنا وشخصك نوح
والكَوْنُ يَنْدِبُ ما أَصابَكَ سَهْمُهُ ... والجو يبكي والغمام ينوح
وعَلَيْكَ قَدْ رَقَّ الصَّبَا فَنَسيمُهُ ... قلقٌ بقبرك يغتدي ويروح
مُتَصَعدُ الأنْفاسِ إِلا أَنَّهُ ... بجميل وصفك بالعبير يفوح
فالآنَ مَثْواكَ القُلوبُ وإِنْ يَكُنْ ... أخفاك عن نظر العيون ضريح
حاشاكَ مِن بَعْدِ الوَقارِ بأنْ تُرَى ... ميتًا وأنت معفَّرٌ مطروح
لا تُعْرِضَنْ عَنَّا بوَجْهكَ مُغْضَبًا ... إن الوداد كما عهدت صحيح
[٦٦] لَمْ يَبْقَ خِلٌّ نَاظِرَ أوْ سامِعٌ ... إلا عليك فؤاده مجروح/
وَيوَدُّ لَوْ جُعِلَتْ وِقاءَكَ نَفْسُهُ ... ودوام مجدك بالبقاء صريح
ثُمَّ انْثَنَى أسِفَاَ يُرَدِّدُ شَجْوَهُ ... ودموعه فوق الخدود تسوح
كَيْفَ التَّصَبُّرُ وهُو فِيْكَ مَلاَمَةٌ ... وبما التسلي وهو عنك قبيح
أمْ كَيْفَ [أكْتُمُ] (٢) فيكَ فَرْطَ تَوَجُّعي ... وأخو الجوى (٣) بدموعه مفضوح
لَوْ لَمْ يكُنْ جَارَ الحِمَى ما شَاقَني ... برقٌ يضيء بسفحه ويلوح