بسم الله الرحيم الرحيم
تمهيد:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا الهادي والرسول الأمين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن سار على هديه واتبع خطاه وانتهج منهجه إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله.
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون﴾ ١.
وأنزل عليه كتابه الذي هو أصل دينه، نوّر به بصائر المؤمنين، وأحيا به قلوب المتقين، وطمأن به قلوب الموحدين: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ٢، وأوحى إلى رسوله ﷺ تبيين مقاصده خاصة وعامة، وتوضيح مجمله ومفصله، فكان ﷺ بسنته القولية والفعلية والتقريرية هو المعبّر عن كتابه، الدالّ على معانيه، الهادي إلى طريق تطبيقه. فغدا الصحابة الكرام -رجالهم ونساؤهم- يسألون رسول الله ﷺ عما خفي عليهم من معنى، وما استشكل عليهم من مراد، وعن حكم ما استجدّ لهم من حوادث، فتجد أحدهم يسأل عن الأمر الصغير والكبير، وتأتي المرأة لتسأله وتقول: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق٣ ...
_________
١ الآية ٣٣ في سورة التوبة.
٢ الآية ٢٨ في سورة الرعد.
٣ انظر صحيح البخاري في كتاب العلم "باب" "٥٠" الحياء في العلم "١/ ٤١.
1 / 11