وهكذا يكون العلماء الأتقياء، يقولون الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، يسهرون على تطبيق حدود الشرع ومصالح الناس، وهذا هو موقف الإسلام العظيم في العدل والإنصاف والمساواة والخير العميم لكل الناس. ولكن أين مواقف النصارى واليهود وأهل الذمة والكفرة -عليهم لعنة الله تعالى جميعا- من هذه المواقف ... وقد أصبحنا نتمثل بقول الشاعر:
حكمنا فكان العدل منا سجية ... فلما حكمتم سال بالدم أبطح
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا، ولا تجعل لعدونا في الحياة ولا بعد الممات علينا سبيلا.
ثناء العلماء عليه:
قال شيخه الذهبي في المعجم المختص: "هو فقيه متقن، ومحدث محقق، ومفسر نقّاد، وله تصانيف مفيدة"١.
وقال أبو المحاسن الدمشقي: "الشيخ الإمام، العالم الحافظ، المفيد البارع، عماد الدين أبو الفداء ... أفتى ودرس، وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل ... "٢.
وقال ابن حجي: "أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها، صحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه"٣.
_________
١ ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن ص٥٨.
٢ المصدر السابق ٥٧، ٥٨.
٣ شذرات الذهب ٦/ ٢٣١.
1 / 28