ثالثا: أسرته
ولد ابن كثير في أسرة قرشية عريقة عرفت بالعلم والخلق والديانة، وكان ينتمي إلى بني حصلة. وقد ولد والده في قرية يقال لها "الشركيون" تقع غربي بصرى وبينها وبين أذرعات، وذلك في حدود سنة أربع وستمائة. ودرس القرآن والحديث والفقه وعلوم الشرع، وأخذ عن النووي والتقي الفزاري وغيرهما من العلماء. وتولى الخطابة في قرية شرقي بصرى مدة طويلة وكان خطيبا فصيحا، يقول الشعر ويعرف فنونه، وكان الناس يستمعون إليه ويلتفّون حوله. ثم تحول إلى "مجدل القرية" وتزوج منها بمريم بنت فرج بن علي، وكانت امرأة صالحة حافظة لكتاب الله. وقد أنجبت له: كمال الدين عبد الوهاب، وعبد العزيز، ومحمدا وإسماعيل، وكان قد توفي وهو شاب صغير يطلب العلم في دمشق، فسمى ولده إسماعيل "ابن كثير" باسمه.
وكذلك ولد له منها: يونس، وإدريس، وكانوا جميعا مشتغلين بطلب العلم، عليهم رحمة الله تعالى جميعا١.
_________
١ البداية والنهاية ١٤/ ٣٢.
1 / 20