الْعَاصِ ﵄ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ إِن للصَّائِم عِنْد فطره لدَعْوَة لَا ترد (قَوْله وَلَيْلَة الْجُمُعَة وَيَوْم الْجُمُعَة وَسَاعَة الْجُمُعَة) أَقُول قد ثَبت فضل يَوْم الْجُمُعَة وشرفه على سَائِر الْأَيَّام وَهَكَذَا ليلته وتواترت النُّصُوص بِأَن فِي يَوْم الْجُمُعَة سَاعَة لَا يسْأَل العَبْد فِيهَا ربه شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي تَعْيِينهَا على أَكثر من أَرْبَعِينَ قولا قد أوضحناها فِي شرحنا للمنتقى وَذكرنَا أدلتها ورجحنا مَا هُوَ الرَّاجِح مِنْهَا فَليرْجع إِلَيْهِ وَقد روى التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم حَدِيثا فِي قبُول الدُّعَاء لَيْلَة الْجُمُعَة من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ لعَلي بن أبي طَالب ﵁ أَن فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَاعَة الدُّعَاء فِيهَا مستجاب وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالْحَاكِم وروى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم حَدِيثا فِي قبُول الدُّعَاء يَوْم الْجُمُعَة من غير نظر إِلَى تِلْكَ السَّاعَة الَّتِي تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيث بِقبُول الدُّعَاء فِيهَا (قَوْله وجوف اللَّيْل) أَقُول يدل على هَذَا مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَحسنه من حَدِيث أبي أُمَامَة ﵁ قَالَ قيل يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء يسمع قَالَ فِي جَوف اللَّيْل ودبر الصَّلَاة (قَوْله وَنصفه الثَّانِي وَثلثه الأول وَثلثه الْأَخير) أَقُول يدل على ذَلِك مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح من حَدِيث عَمْرو بن عبسة أَنه سمع النَّبِي ﷺ يَقُول أقرب مَا يكون العَبْد من ربه فِي جَوف اللَّيْل الآخر فَإِن اسْتَطَعْت أَن تكون مِمَّن يذكر الله فِي تِلْكَ السَّاعَة فَكُن وَأخرجه أَيْضا ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ ينزل رَبنَا كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الآخر فَيَقُول من يدعوني فأستجيب لَهُ من يسألني فَأعْطِيه من يستغفرني فَأغْفِر لَهُ وَفِي رِوَايَة لمُسلم أَن الله سُبْحَانَهُ يُمْهل حَتَّى إِذا ذهب ثلث اللَّيْل الأول نزل إِلَى
1 / 66