Tuhfat Dhakirin
تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين
Publisher
دار القلم-بيروت
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٩٨٤
Publisher Location
لبنان
عدم اعتمادنا على رموزه ورجوعنا إِلَى الْبَحْث لتِلْك الْعلَّة (قَوْله لَيْلَة الْقدر) أَقُول قد نطق الْكتاب الْعَزِيز بشرف تِلْكَ اللَّيْلَة قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح فِيهَا بِإِذن رَبهم من كل أَمر سَلام﴾ وشرفها مُسْتَلْزم لقبُول دُعَاء الداعين فِيهَا وَلِهَذَا أَمرهم ﷺ بالتماسها وحرض الصَّحَابَة على ذَلِك غَايَة التحريض وكرروا السُّؤَال عَنْهَا وتلاحوا فِي شَأْنهَا وَقد أخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت ﵁ أَن من قامها إِيمَانًا واحتسابا غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا بِمَعْنَاهُ وَقد روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَالْحَاكِم مَا يدل على أَن الدُّعَاء فِيهَا مجاب وأخرجوا من حَدِيث عَائِشَة ﵂ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ لَهَا تَقول فِي لَيْلَة الْقدر اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْو تحب الْعَفو فَاعْفُ عني
وَقد اخْتلف فِي تَعْيِينهَا على أَقْوَال كَثِيرَة زِيَادَة على أَرْبَعِينَ قولا وَقد اسْتَوْفَيْنَاهَا فِي شرحنا للمنتقي وَذكرت أدلتها ورجحت مَا هُوَ الرَّاجِح فَليرْجع إِلَيْهِ (قَوْله وَيَوْم عَرَفَة) أَقُول قد ثَبت مَا يدل على فَضِيلَة هَذَا الْيَوْم وشرفه حَتَّى كَانَ صَوْمه يكفر سنتَيْن وَورد فِي فَضله مَا هُوَ مَعْرُوف وَذَلِكَ يسْتَلْزم إِجَابَة دُعَاء الداعين فِيهِ وَقد روى التِّرْمِذِيّ مَا يدل على إِجَابَة دُعَاء الداعين فِيهِ وَهُوَ مَا أخرجه وَحسنه من حَدِيث عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده ﵃ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ خير الدُّعَاء يَوْم عَرَفَة (قَوْله وَشهر رَمَضَان) أَقُول قد ورد فِي شرفه وفضله من الْأَدِلَّة الثَّابِتَة فِي الْأُمَّهَات وَغَيرهَا مَا هُوَ مَعْرُوف وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن ماجة وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم الصَّائِم حِين يفْطر وَفِي لفظ لبَعْضهِم حَتَّى يفْطر وَالْإِمَام الْعَادِل ودعوة الْمَظْلُوم وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث عبد الله ابْن عَمْرو بن
1 / 65