Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
( قلت ) ولعل اعتزاله كان في عام يجبي فيه القرى , وإنما جبايته كانت وقت حمايته فمتى حصلت له الحماية جبي ما قدر عليه , ومتى زالت عنه بالعجز عنها رفع يده , وهذا هو الظن بشبيب إن صح ما قاله فيه الفضل بن الحواري , والظاهر منه التصلب في الأمور فتخلية البلاد للجائر منافية للظاهر من حاله والله أعلم بما كان هنالك.
قال أبو الحواري من برئ من شبيب برئنا منه ومن برئ ممن تولاه برئنا منه؛ ومن تولى من تولاه فهو على ولايته إن كان له ولاية.
باب أمر عمان بعد الجلندى
ذكرت السير أن الجبابرة استولت على عمان بعد الجلندى فأفسدوا فيها , وكانوا أهل ظلم وجور؛ فمن هؤلاء الجبابرة محمد بن زائدة وراشد بن النظر الجلندانيان , ويشبه أن يكونا أولاد من قتلهما الجلندي لأجل البيعة التي ظهرت عليهم , فإن صح ذلك فيكون محمد بن زائدة بن جعفر وراشد بن النظر بن جعفر وقد تقدم أنهم من أقارب الجلندي وفي زمنهما وقع غسان بن سعد المحاربي الهنائي على نزوى ونهبها وهزم بني نافع وكانت الدائرة على بني نافع وبني هميم بعد أن قتل منهم خلق كثير , وذلك في شعبان من سنة خمس وأربعين ومائة , وبنو نافع هم رهط أبي المنذر بن بشير بن المنذر , وبنو هميم من معن بن مالك بن فهم.
ثم أن أهل إبرى من بني الحارث غضبوا لهم؛ وكان في بين الحارث رجل عبدي من بكرة يقال له غسان الهنائي , فساروا إليه فجلسوا له بين داره ودار جناح بموضع يقال له الخور , وقد رجع عائدا رجلا مريضا من بني هناة من بني رنجة فمر بهم وهو لا يشعر بمكانهم فقتلوه , فغضب لذلك منازل بن خنبش العابري الهنائي , وكان منزله بنبا بموضع يقال له العقير , وكان عاملا لمحمد بن زائدة وراشد بن النظر الجلندانيين فساروا إلى أهل إبرى على غفلة منهم , فلما أحسوا به برزوا إليه فاقتتلوا قتالا شديدا ووقعت الهزيمة على أهل إبرى وقتل منهم أربعون رجلا.
Page 87