Tuhfat Acyan
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Genres
وفي الأثر أن محمد بن عبدالله بن جساس وموسى بن أبي جابر سارا مع غسان ابن عبدالملك إلى راشد بن النظر , وكانا من فقهاء المسلمين , ففي هذا الأثر ما يدل على أنه قد خرج على راشد بن النظر خارجة قائدها غسان بن عبدالملك وهو ممن لم تحمد سيرته؛ وإنما خرج معه الشيخان لقصد زوال راشد بن النظر , وهو أشد ظلما , والمسألة مذكورة في جواز الخروج مع الظالم على من هو أظلم منه والله أعلم.
ثم من الله على أهل عمان بالألفة على الحق فخرجت عصابة من المسلمين فقاموا بحق الله وأذلوا ملك تلك الجبابرة , وبذلك انقضت دولة بني الجلندى؛ وانتقلت الدولة إلى اليحمد , فلم يكن لبني الجلندي بعدها دولة أصلا ولم تكن لهم حركة إلا ما كان منهم بتوام في أيام المهنا , وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى.
باب انتقال الدولة من يد الجبابرة إلى المسلمين.......
باب انتقال الدولة من يد الجبابرة إلى المسلمين
وتقديم محمد بن أبي عفان في العسكر
وذلك أنه لما كان من أمر راشد بن النظر ومحمد بن زائدة ما كان رأي المسلمون الخروج عليهم؛ فتكاتبوا وهم يومئذ أهل ضعف , فاجتمعوا وتآلفوا على إقامة الحق , ويقال كان عبدالملك بن حميد يومئذ شابا , وأنه كان يدعو المسلمين على المبايعة على راشد بن النظر , فأول من حكم محمد بن المعلي والأحنش الفسحي من كندة , وخرجوا في طلب راشد بن النظر , وكان في ناحية مهرة يحشد إلى أن صار بالمجازة من ناحية الغابة؛ فأتى إليه المسلمون فألقوه بالمجازة من أرض الظاهرة شرقي الوادي منها , فوقعت الهزيمة على راشد ومن معه وقتل من بني نجو مقتله عظيمة وهرب راشد بن النظر واستولى المسلمون على داره ونسفوها من أصلها.
Page 88