إنما لم يذكر سائر الأركان استغناء بالصلاة التي هي عنوان الإسلام،
وإيذانا بأن الواجب أن يكتفى بما يظهر من طلاء الدين وأمارات الإيمان
، وتفوض سرائرهم إلى عالم الغيوب.
وأضاف الصلاة احترازا عن صلاة اليهود والنصارى وسائر أرباب الملل،
وإنما ذكر استقبال القبلة – والصلاة متضمنة لها – لأنه أعرف وأشهر،
فإن كل أحد يعرف قبلتهم، ولا كذلك صلاتهم، وإن قبلتنا لا تلابس
قبلتهم، والصلاة تتشابه في كثير من أعمالها، ثم لما ميز المسلم عن غيره
باعتبار العبادات عقبه بذكر ما يوجب ذلك عادة، وقال:"وأكل ذبيحتنا".
و(الذمة): الأمان، وأذمه: أجاره، أي: له أمان الله من نكال الكفار
وما شرع لهم من القتل والقتال، وخفر يخفر – بالكسر – خفرا فهو خفير
: إذا أجاره، وكذلك خفر يخفر تخفيرا.
قال أبو جندب الهذلي:
يخفرني سيفي إذا لم أخفر
والخفرة – بالضم -: الذمة. وأخفرته يجيء للتعدية إلى مفعول ثان
بمعنى: جعلت له خفيرا، وللسلب بمعنى: غدرت به ونقضت عهده،
وعليه معن قوله:" ولا تخفروا الله في ذمته " أي: لا تعاملوه
1 / 47