واستعمال لفظة السبعة والسبعين للتكثير كثير، وذلك لاشتمال السبعة
على جملة أقسام العدد، فإنه ينقسم إلى فرد وزوج، وكل منهما إلى
أول ومركب، والفرد الأول ثلاثة، والمركب خمسة، والزوج [الأول]
الاثنان، والمركب أربعة، وينقسم أيضا إلى منطف كالأربعة، وأصم
كالستة، والسبعة تشمل جميع هذه الأقسام، ثم إن أريد مبالغة جعلت
آحادها أعشارا.
وأن يكون المراد تعداد الخصال وحصرها، وبيانه: أن شعب
الإيمان – وإن كانت متعددة متبددة – إلا أن حاصلها يرجع إلى أصل
واحد، وهو تكميل النفس على وجه به يصلح معاشه ويحسن معاده،
وذلك بأن يعتقد الحق ويستقيم في العمل، وإليه أشار صلوات الله
عليه، حيث قال لسفيان الثقفي حين سأله في الإسلام قولا جامعا:
" قل آمنت بالله ثم اسقم ".
وفن الاعتقاد ينشعب إلى ست عشرة شعبة.
طلب العلم، ومعرفة الصانع، وتنزيهه عن النقائص وما يتداعى
إليها، والإيمان بصفات الإكرام مثل الحياة والعلم والقدرة، والإقرار
بالوحدانية، والاعتراف بأن ما عداه صنعه لا يوجد ولا يعدم إلا
بقضائه وقدره، والإيمان بملائكته المطهرة عن الرجس المعتكفين في
حظائر القدس، وتصديق رسله المؤيدين بالآيات في ادعاء البنوة،
1 / 36