193

Tuhfat Abrar

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

Investigator

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

Genres

واستنشق وغسل وجهه وذراعيه، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى، فغسل قدميه، فناولته ثوبا، فلم يأخذه، فانطلق وهو ينفض يديه ".
(الغسل) بالضم: يطلق اسما للفعل المخصوص، ولما يغتسل به، وهو المراد هاهنا، وروي (غسلا) بالكسر، وهو في الأصل لما يغسل به الرأس من الخطمي ونحوه، فاستعير للماء.
و(الإفراغ): الصب.
و(الحفنة): ملء الكفين، ولا يكاد يستعمل إلا في الشيء اليابس، كذا قال الجوهري، فاستعماله في الماء مجاز، ولعلها يتجوز بها لملء كفه، فقالت: ملء كفيه، لتميط هذا الوهم.
ومن فوائد هذا الحديث الدلالة على أن الأولى تقديم الاستنجاء، وإن جاء تأخيره، لأنهما طهارتان مختلفتان، فلا يجب الترتيب بينهما، وذكر المزني في " المنثور ": أن المحدث لو قدم التوضؤ على الاستنجاء لم يصح وضوؤه، لأن بقاء ما يحدث بمنزلة حدوثه.
واستعمال اليسرى فيه.
ودلكها على الأرض مبالغة في إنقائها، وإزالة ما عبق بها.
والوضوء قبل الغسل، واختلف في وجوبه، فأوجبه داود مطلقا،

1 / 199