140

قال الراوى : فلما وصلنا قاقون صحت الأخبار بوصول التتار وجاء قازان إلى الرحبة فقضل منازلتها ورام محاولتها ويها نائب اسمه علم الدين سنجر الغتمى، فأرسل إليه الإقامات وقدم له الضيافات وقال له إن الملك الآن سائر الى الشام وقدامه المدن العظام، وهذا بلد حقير ومرامه يسير وإذا أخذت البلاد فأنا طوع القياد . فاستوقفه بهذا ومثله عما (كان عازما على فعله وما لبث قازان آن عاد إلى مقامه ولم تمتد مدة مقامه وجرد قطلوشاه نائبه ومعه العسا كر ومقلمو القانات لقصيد هله الجهات فتقدموا إلى الشام وساروا يسابقون الأيام. فلما تحقق السلطان وصولهم: خرج من القلعة واستصحب سائر العساكر والجند المستجدين والعربان وجمع الرجال من البلدان وأخرج معه الخليفة المستكفى وسار يطوى الفيافى ويسابق ذات الخوافى. وأما نحن، فإنا صرنا إلى دمشق وتأخرت العساكر الحلبية والحموية والحمصية وعساكر الفتوحات الإسلامية لتجتمع الجيوش جميعا ويصير جانبهم إذ ذاك منيعا فوصلت مقدمة التتار مغيرة إلى القريتينفى خمسة آلاف فارس وقد اجتمع فيها خلق كثير من التر كمان ببيوتهم وأهلهم وماشيهم ، فوقعوا عليهم و استولوا على ما فى آيديهم وحصلوا نسوانهم سبايا ورجالهم آسارى. فجاء الصريخ إلى الأمراء المذكورين وهم شمس الدين قراسنقر وزين الدين كتبغا وسيف الدين اسندمر ومن كان قد جرد إليهم من دمشق، فركبوا لوقهم اا و جردوا سيف الذين استدمر وسيف بهاد راص وسيف الدين آنص وسيف الدين تمر الساقى وشجاع الدين اعزكوا الزينى وناصر الدين محمد بن الأمير شمس الدين قراسنقر فى ألف وخمسمائة فارس إلى نحو هؤلاء التتار ليدركوهم ويستنقذوا التركمان (من أيديهم، فساقوا إلى مكان يسمى عرفض، فوجدوهم قد حووا الغنائم والسبايا ونزلوا واطمأنوا، فلما رأوا العسكر ظنوه منهم ولم يتبينوه حى أحاط بهم وتقرق عليهم أربع فرق، فكلما اشتغلوا بفرقة، حملت عليهم الأخرى بلا فرق فدهكوهم بهذا التدبير وغلب الجيش القليل جمعهم الكثير، فهزموهم فاستنقذوا الأمرى وخلصوهم واقتلعوا الأموال والأغنام . فكان هذا

Page 164