The Tatars from the Beginning to Ain Jalut
التتار من البداية إلى عين جالوت
Genres
احتلال التتار لمراغة
لما دخلت سنة (٦١٨هـ)، في أول هذه السنة دخل التتار مدينة مراغة المسلمة، وهي في إقليم أذربيجان، ومن عجيب الأمور أن رأس المدينة كان امرأة مسلمة، ولا أدري لماذا أعطى المسلمون زمامهم لامرأة في هذا الوقت الحساس؟ فهل البلاد قد عدمت من الرجال الذين يصلحون للقيادة؟! فحاصر التتار مراغة ونصبوا حولها المجانيق، وبدأ التتار القتال بواسطة الأسرى المسلمين، فالأسرى المسلمون الذين مع التتار، هم الذين بدءوا يفتحون مراغة، ويقتلون إخوانهم المسلمين فيها طمعًا في قليل من الحياة، أي حياة كانت، ولو انقلب هؤلاء الأسرى على التتار حمية لإخوانهم في مراغة، لكان هناك فرصة لنجاة بعض المسلمين على الأقل، ولكن ضاعت المفاهيم، وعميت الأبصار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
دخل التتار مدينة مراغة المسلمة في (٤) صفر (٦١٨هـ) ووضعوا السيف في أهلها، فقتل منهم كما يقول ابن الأثير ما يخرج عن الحد والإحصاء، ونهبوا كل ما صلح لهم واستطاعوا حمله، والذي لم يستطيعوا حمله جمعوه وأحرقوه، وكانوا يأتون بالحرير الثمين كأمثال التلال فيحرقونه بالنار.
يقول ابن الأثير ﵀: إن المرأة من التتار كانت تدخل الدار فتقتل جماعة من أهلها رجالًا ونساء وأطفالًا، ما يتحرك لها أحد.
وذكر أيضًا: أنه سمع بنفسه من بعض أهل مراغة أن رجلًا من التتر دخل دربًا فيه (١٠٠) رجل مسلم، فما زال يقتلهم واحدًا واحدًا حتى أفناهم جميعًا، ولم يمد إليه رجل واحد يده بسوء، فقد وضعت الذلة على الناس، فكانوا لا يدفعون عن أنفسهم قليلًا ولا كثيرًا، ونعوذ بالله من الخذلان.
3 / 4