ضحكت، فقال: إلا ما يوصلك إلى الرجل المنشود!
ضحكت مرة أخرى فعاد يقول: إني أفهمك كما يفهمك الجميع.
كانت همت بالذهاب، فثبتت في مكانها مستطلعة، فقال: إنك شرفتنا من أجل رجب.
فضحكت باستهانة، فقال وهو يشير إلى الحجرة المغلقة: حذار أن توقظي العاشقين! - لست كما تظنون، إني فتاة ...
فقاطعها: إن كنت فتاة حقا فتعالي إلى حجرتي لتثبتي ذلك! - كم أنك ظريف، ولكنني لن أعجبك. - لماذا؟ - لأنه فظيع أن تكون الفتاة جادة. - ولكنني لا أدعو من الفتيات إلا الجادات. - حقا؟ - جميع بنات الليل جادات. - الله يسامحك. - لا يعرفن العبث، يعملن حتى الهزيع الأخير من الليل، لا للهو أو لذة، ولكن لهدف تقدمي وهو أن يعشن حياة أفضل! - عيب هذه العوامة أنه لا يعرف بها الجد من الهزل. - الجد والهزل اسمان لشيء واحد.
تنهدت مؤذنة بإنهاء الحديث، غير أنها ترددت لحظة، ثم سألته: هل تنوي أن تفشي سر المذكرة؟ - لو كان ذلك في نيتي لفعلت. - أستحلفك بكل عزيز أن تصارحني بما في نفسك . - فعلت. - أن أختفي خير من أطرد. - لا أريد هذا ولا ذاك.
صافحته مودعة وهي تقول بنبرة حميمة: شكرا.
ذهبت مسرعة وصوت عم عبده يؤذن لصلاة الفجر.
13
اهتزت العوامة مؤذنة بقادم جديد رغم تمام المجلس. وتساءلوا عمن يكون، ثم التفتوا نحو الباب باهتمام لا يخلو من قلق، وقام أحمد نصر ليعترض سبيل القادم عند المدخل، ولكن ضحكة معروفة ترامت إليهم، ثم وضح صوت سناء وهي تهتف: «هاللو!» دخلت ساحبة وراءها شابا أنيقا، فنهض رجب لاستقباله وهو يقول: أهلا رءوف!
Unknown page